هل تظن أن هذا المنزل فندق؟
هل تظن أن هذا المنزل فندق؟
يشعر أغلب المراهقين أن كل ما يُطلَب منهم مبالغ فيه، فيما يرى آباؤهم أن ما يفعلونه ليس كافيًا، ولذا ينتهي الأمر باتهام المراهق بأنه يظن منزله فندقًا أو لوكاندة، لأنه يتوقَّع من الجميع تولِّي مهام التنظيف والتقاط ما يلقيه على الأرض، رغم أنه كان يُعامِل المنزل هكذا منذ صغره، ولم يكن أبواه يعترضان بهذا الشكل، فقد ظل والداك راضيين بذلك الوضع لأنهما حصلا على مكأفاتهما؛ وهي طفل متعلق بهما، لكن بعدما كبرت ما عادا يحصلان على نفس تلك الفوائد، والحقيقة أن هناك تغيُّرًا مفاجئًا وجذريًّا وقع لدماغ المراهق أثَّر في طريقة عمله، فدماغ المراهق يتغيَّر على مستوى الخلايا العصبية وكأنها عملية تحديث لدماغه، بينما أدمغة الآباء لا تتغيَّر لأنها سبق وتغيَّرت بالفعل، كما أن ذلك التغيير لا يقتصر فقط على تصوُّر المراهق للأشياء وانفعاله تجاهها، بل أيضًا في تصوره للأشخاص والعلاقات، فتصبح لعبة ابنك المفضلة في الطفولة لا تُثير في نفسه نفس المشاعر القديمة، فبين عشيةٍ وضحاها تحوَّلت من كونها ذلك الشيء الثمين إلى ذلك الشيء القديم.
كما تُظهِر الأدلة أن المراهقين يُعانون من صعوبة التحكُّم في مشاعرهم، وأنها تكون أكثر حدَّة منها لدى الكبار، فتخرج مشاعرهم عن السيطرة في أبسط المواقف، على عكس الأجزاء العقلانية التي تُبقي مشاعر المراهقين تحت السيطرة والتي تحتاج وقتًا كبيرًا لتنضج، ومما يُسبب المشاكل بين أبويك وبينك كمراهق هو أن والديك في كثير من الأحيان يكونان غير قادرين على مشاركتك نفس مشاعرك، أو لا يشعران بها بنفس مقدار قوتها لديك، وهذه الجوانب تجعلك تظن كأن هناك ظلمًا كبيرًا واقعًا عليك، كما أن المراهقين قد يكونون هدفًا لاستهزاء الراشدين لكونهم عاطفيين أو دراميين، ولكن يجب عليك كمراهق ألا تشعر بالذنب من ردة فعلك العاطفية، فهي ليست فشلًا؛ ولكنها ضرورية لصحتك النفسية وبخاصةٍ في هذه السن، ولتقليل مشكلة الشجارات الزائدة مع والديك تجنَّب الدخول في أي شجار معهما حين تكون عواطفك متأجِّجة، وتعامل معهما بنظام الصفقات، فتولَّ أمر غسيل الأطباق شرط أن يتوقفا عن الشجار معك، وحاول مساعدتهما في أمور المنزل دون أن يطلبا منك ذلك.
الفكرة من كتاب لماذا يقودك أبواك للجنون؟ كتاب يجب على جميع المراهقين والآباء قراءته
هل أخبرك أبواك من قبل أن ذوقك في شيء ما سخيف؟ أو جلست تحكي لهما موقفًا أزعجك ووجدتهما يضحكان عليك، وحينها قلت في قرارة نفسك: لماذا يتعسَّر عليهما فهم وجهة نظرك ومشاعرك لهذا الحد؟ وهل تسمع كلمات من قبيل: ألا تضع الهاتف من يديك أبدًا؟ أو هل ستنام طوال اليوم؟ هذه أشياء يسمعها مراهقو اليوم طول الوقت وتُسبِّب لهم الضيق والسأم.
وقد جاء إلينا هذا الكتاب لخلق أرضية تفاهم مشتركة بين المراهقين وآبائهم، فسيقوم بتوضيح مواقف الأبوين، وطريقة تفكيرهما، ووجهة نظرهما، سواء كانت وجهة نظر متأثرة بالخبرة أو السن أو طبيعة الدماغ، وهذا بالتالي قد يساعدك أنت كمراهق على تفهُّم مبرِّرات والديك، ولماذا يختلفان عنك بهذا القدر، وهكذا قد تتمكَّن من تجنُّب النزاعات والمشاكل التي تحدث بينكما قدر الإمكان، وهيا بنا نربط الأحزمة ونستعد للغوص في هذه الرحلة الشيِّقة.
مؤلف كتاب لماذا يقودك أبواك للجنون؟ كتاب يجب على جميع المراهقين والآباء قراءته
دين بِرينت: هو عالم أعصاب، ومؤلف ومدوِّن، ومحاضر في الطب النفسي بجامعة كارديف، قام بتأليف عموده العلمي الساخر “Brain Flapping” في صحيفة الغارديان، والذي استمر من عام 2012 إلى عام 2018، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم الأعصاب في دور الحُصين في التعلم التكويني من جامعة كارديف، ويحتفظ حاليًّا بمدوَّنة شبه منتظمة بعنوان “Brain Yapping” على شبكة Cosmic Shambles، وتُعد كتبه من أكثر الكتب مبيعًا.
ومن أبرز مؤلفاته:
المخ الأبله.
المخ السعيد.
Psychological.
معلومات عن المترجم:
عُمر العوضي: مترجم لدى دار عصير الكتب للنشر والتوزيع، قام بترجمة العديد من الأعمال من أبرزها: “هل ستأكل قطتي مُقلتيَّ؟”، و”قوة الـ2.. كيف تقود العلاقات للإبداع”، و”عبور الفجوة.. تسويق وبيع المنتجات الثورية إلى الجمهور العام”، و”إطلاق الإمكانات.. حرِّر قوتك وقوة من حولك”