الرحمة والإنسانية قبل أي شيء
الرحمة والإنسانية قبل أي شيء
فلورانس نايتنجل التي حملت في قلبها الرحمة منذ صغرها، تمكَّنت من إسعاف شرطي منزلهم وإيقاف نزيفه بعد أن تعلَّمت هذه الأساسيات من الإسعافات الأولية في مدرستها، وأرادت فلورانس بعد هذا الموقف أن تصبح ممرضة وبخاصةٍ بعد أن علمت أن بلدها لندن كانت تفتقر إلى الممرضات في ذلك الوقت، كبرت وكبر حلمها معها وسافرت ألمانيا لتدرس التمريض، وعلى الرغم من أنها واجهت الكثير من الانتقادات والإحباطات لعملها بالتمريض فإنها لم تعطِهم أي أهمية، بل كان لها دور إنساني رائع خلال حرب القرم التي كانت بين روسيا وإنجلترا وفرنسا، فسافرت إلى ميدان الحرب واهتمَّت بالقتلى وداوت جروحهم. وعندما عادت أنشأت أول معهد لتدريب الفتيات على التمريض.
أما ليو تولستوي بعدما تعرَّض في صغره لحادث في الريف كاد أن يقضي على حياته إلى أن أنقذه فلاح قوي كان لا يريد أي شيء من الحياة غير الشعور بالحرية، تأثَّر ليو كثيرًا بمشاعر الفلاح، وأراد أن ينهي هذا التسلُّط الذي يمارس على الفلاحين من قبل أصحاب الأراضي في روسيا، وبالفعل عندما كبر تولستوي وأصبح أديبًا كبيرًا لم يغِب عن ذاكرته هذا المشهد ولا مشاعر الفلاح حينها، فكتب كثيرًا عن حياة الفلاحين وطالب بحريتهم ورفع الظلم عنهم، ما جعل الكثيرين في المجتمع يثورون ضده، فلم يستسلم تولستوي وألَّف الكثير من الأعمال الإنسانية التي تطالب بالقيم والحرية والمساواة مثل: “الحرب والسلام”، و”آنا كارنينا”، وبعد وفاته تحقَّقت أمنيته وألغيت العبودية، وتحرَّر الفلاحون منها ومن الظلم والاستبداد في روسيا كلها.
الفكرة من كتاب عظماء في طفولتهم
إن الأحلام الصغيرة والأفكار المُلهمة تبدأ منذ الطفولة، فإذا تحوَّلت إلى حقيقة قادت صاحبها نحو مستقبل يغيِّر حياته وحياة العالم بأكمله، وهذا الكتاب أشبه بالسفينة التي تنتقل من بلد إلى آخر، ومع كل بلد نتوقف لنكتشف كيف كانت طفولة العظيم الذي وُلِد ونشأ بها، وكيف قادته فكرته ليصير واحدًا من الشخصيات التي لم ينسَها التاريخ على مر العصور.
مؤلف كتاب عظماء في طفولتهممؤلف كتاب
محمد المنسي قنديل: كاتب وروائي مصري، ولد في المحلة الكبرى بمصر عام 1949، وتخرج في كلية الطب، وعمل بالطب لمدة عام ونصف تقريبًا ثم في التأمين الصحي، وبعد فترة قصيرة ترك المجال بأكمله وتفرَّغ للكتابة، وكتب في العديد من المجالات ولمختلف الأعمار، تنوَّعت كتاباته ما بين الكتب والروايات والقصص، وحصل على عدة جوائز، ومنها جائزة الثقافة الجماهيرية وهو طالب، وجائزة الدولة التشجيعية عام 1988، وجائزة ساويرس للآداب عام 2006، وتحولت بعض رواياته إلى مسلسلات مثل رواية “يوم غائم في البر الغربي”، ورواية “أنا عشقت”.
من أبرز أعماله:
انكسار الروح.
قمر على سمرقند.
كتيبة سوداء.