الإصرار على النجاح
الإصرار على النجاح
طه حسين الطفل الذي كان مُفعمًا بالأمل لأنه سيصبح عريفًا على زملائه بعد إتمامه لحفظ القرآن الكريم كاملًا، بمجرد أن دخل الكُتاب صاح فيه شيخه لأنه تأخَّر في دفع أجرة تحفيظه، ما أدى إلى طرد الصبي وهدم حِلمه، وحاول أصحاب طه تخفيف حزنه واقترحوا عليه تسميع القرآن عليهم، وما إن بدأ بالتلاوة حتى تعالى صوته الجميل وملأ أركان القرية بأكملها، فقرر طه حسين بعد هذا اليوم أن يذهب إلى القاهرة ليكمل تعليمه في الأزهر، ثم سافر إلى باريس، وألَّف الكثير من الكتب حتى أصبح عميد الأدب العربي، ثم وزيرًا للتعليم، فجعل التعليم مجانيًّا في مصر.
أما الصبي الأسواني عباس العقاد الذي نجح في الامتحان الذي وضعته وزارة الأوقاف وكان ترتيبه الأول بينهم، فأصبح أصغر موظف بالوزارة، ولكنه لم يبقَ مدة طويلة بها لأن مدير المصلحة كان يراه صغيرًا على هذا المنصب، فأصبح ينقله من وظيفة إلى أخرى لا تتناسب مع إمكانياته، ما دفع العقاد إلى كتابة مقالة ينتقد فيها الوظيفة التي تجعل صاحبها كالعبد، وقدَّم العقاد بعدها استقالته، وترك العمل وقرَّر عدم الالتحاق بأي عمل آخر، وأصبحت الكتابة هي وظيفته الوحيدة في الحياة، وكان العقاد مُحبًّا للقراءة والكتابة، فألَّف الكثير من الكتب التي تنوَّعت بين التاريخية والإسلامية، وكان أشهرها على الإطلاق العبقريات الإسلامية.
وعن إديسون الصغير الذي استطاع أن ينشئ في عربة البضائع بالقطار، جريدة صغيرة يجمع بها أخبار الحرب ويطبعها ويوزعها بنفسه، لم يفقد الأمل بعد أن طرده الكمساري ورمى مطبعته وأشياءه كلها من القطار عندما اشتعلت النيران به بسبب سقوط مادة الفسفور من إحدى الزجاجات على جرائده، ومنذ تلك اللحظة قرَّر إديسون بعدها أن ينشئ معمله الخاص به، والذي أصبح من أكبر المعامل في الولايات المتحدة، كما أنه شهد جميع اختراعاته، وأهمها على الإطلاق كان المصباح الكهربائي.
الفكرة من كتاب عظماء في طفولتهم
إن الأحلام الصغيرة والأفكار المُلهمة تبدأ منذ الطفولة، فإذا تحوَّلت إلى حقيقة قادت صاحبها نحو مستقبل يغيِّر حياته وحياة العالم بأكمله، وهذا الكتاب أشبه بالسفينة التي تنتقل من بلد إلى آخر، ومع كل بلد نتوقف لنكتشف كيف كانت طفولة العظيم الذي وُلِد ونشأ بها، وكيف قادته فكرته ليصير واحدًا من الشخصيات التي لم ينسَها التاريخ على مر العصور.
مؤلف كتاب عظماء في طفولتهم
محمد المنسي قنديل: كاتب وروائي مصري، ولد في المحلة الكبرى بمصر عام 1949، وتخرج في كلية الطب، وعمل بالطب لمدة عام ونصف تقريبًا ثم في التأمين الصحي، وبعد فترة قصيرة ترك المجال بأكمله وتفرَّغ للكتابة، وكتب في العديد من المجالات ولمختلف الأعمار، تنوَّعت كتاباته ما بين الكتب والروايات والقصص، وحصل على عدة جوائز، ومنها جائزة الثقافة الجماهيرية وهو طالب، وجائزة الدولة التشجيعية عام 1988، وجائزة ساويرس للآداب عام 2006، وتحولت بعض رواياته إلى مسلسلات مثل رواية “يوم غائم في البر الغربي”، ورواية “أنا عشقت”.
من أبرز أعماله:
انكسار الروح.
قمر على سمرقند.
كتيبة سوداء.