الأبناء يشبهون آباءهم
الأبناء يشبهون آباءهم
تربَّى جابر بن حيان منذ صغره وسط التجارب الكيميائية التي كان يقوم بها والده في منزلهم، حتى نقل له شغفه وحبه للكيمياء، فكان جابر يقف بجانب والده أثناء تجاربه ليتعلم منه ويساعده، وحين حاول الأب تحويل النحاس إلى الذهب فشلت محاولاته، تعلَّم بعدها جابر أن كل شيء ينجح بكثرة التجربة، وسار على هذا النهج حتى أصبح العالم الكبير أبا الكيمياء، وله العديد من الكتب والتجارب الناجحة التي ساعدت الناس على تحسين حياتهم وجعل معيشتهم أفضل.
أما عن شهاب الدين بن ماجد ابن أكبر قباطنة الخليج العربي الذي كان يريد أن يصبح مثل والده تمامًا. حاول في إحدى المرات السفر مع والده على نفس السفينة دون علمه، وعلى الرغم من أن والده علم بوجوده وعاقبه عقابًا قاسيًا فإنه تمكَّن من إنقاذ السفينة بأكملها من الدخول في الصخور، فشجاعة شهاب مع حبه الشديد للبحر؛ جعلت منه واحدًا من أشهر القباطنة في الخليج العربي، وألَّف الكثير من الكتب عن الملاحة البحرية، ما أدى إلى ازدهارها.
الطفل عبد العزيز بن سعود أصبح بطلًا مثل والده الأمير عبد الرحمن الذي كان يتميَّز بشدته وصلابته، بعدما تعرضوا لهزيمة كبيرة من قبيلة آل رشيد التي كان يدعمها العثمانيون وطُرِدوا من بلدهم الرياض، عزم الابن على أن يمحو الحزن والانكسار الذي رآه في عيني والده، وما إن وصل عبد العزيز إلى سن العشرين، حتى عاد إلى قلعتهم مرة ثانية واسترد مدينة الرياض بأكملها، وواصل فتوحاته حتى وصل إلى بلاد الشام، فرفع رأس أبيه وأصبح ملكًا على المملكة العربية السعودية ووضعها في ثوبها الجديد.
الفكرة من كتاب عظماء في طفولتهم
إن الأحلام الصغيرة والأفكار المُلهمة تبدأ منذ الطفولة، فإذا تحوَّلت إلى حقيقة قادت صاحبها نحو مستقبل يغيِّر حياته وحياة العالم بأكمله، وهذا الكتاب أشبه بالسفينة التي تنتقل من بلد إلى آخر، ومع كل بلد نتوقف لنكتشف كيف كانت طفولة العظيم الذي وُلِد ونشأ بها، وكيف قادته فكرته ليصير واحدًا من الشخصيات التي لم ينسَها التاريخ على مر العصور.
مؤلف كتاب عظماء في طفولتهم
محمد المنسي قنديل: كاتب وروائي مصري، ولد في المحلة الكبرى بمصر عام 1949، وتخرج في كلية الطب، وعمل بالطب لمدة عام ونصف تقريبًا ثم في التأمين الصحي، وبعد فترة قصيرة ترك المجال بأكمله وتفرَّغ للكتابة، وكتب في العديد من المجالات ولمختلف الأعمار، تنوَّعت كتاباته ما بين الكتب والروايات والقصص، وحصل على عدة جوائز، ومنها جائزة الثقافة الجماهيرية وهو طالب، وجائزة الدولة التشجيعية عام 1988، وجائزة ساويرس للآداب عام 2006، وتحولت بعض رواياته إلى مسلسلات مثل رواية “يوم غائم في البر الغربي”، ورواية “أنا عشقت”.
من أبرز أعماله:
انكسار الروح.
قمر على سمرقند.
كتيبة سوداء.