تحقيق الأحلام
تحقيق الأحلام
الأحلام يُمكن لها أن تتحقق بين عشية وضحاها! والحسن بن الهيثم كانت أمنيته في صغره رؤية العالم الكبير ابن سينا وبخاصةٍ عندما جاء إلى بلده بغداد، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، وكان ابن الهيثم محبًّا للعلم وكثير القراءة، فقرَّر أن يهزم يأسه ويذهب إلى المكتبة ليعوِّض عدم رؤيته له بقراءة كتاب “الشفاء” له، ولكن لحسن حظه أن ابن سينا لم يغادر البلد دون أن يرى هذا النابغة الصغير، وتنبَّأ له بمستقبل باهر، وبالفعل أصبح الحسن بن الهيثم واحدًا من أهم العلماء بالتاريخ، واشتهر بنظريته حول الضوء وخصائصه، غير أنه ألَّف الكثير من الكتب في الرياضة والفلك والطبيعة.
ثم ننتقل معًا إلى ماري كوري عاشقة الكيمياء منذ صغرها، فكانت تقرأ كل الكتب التي تتعلق بها، وعندما جاء العالم الكيميائي الروسي مندليف لزيارة والدها؛ تنبَّأ لها بمستقبل كبير في الكيمياء، بل وابن عمها أيضًا كان معجبًا بذكائها، فعلى الرغم من صغر سنها فإنها كانت تفهم العديد من التفاعلات الكيميائية وتأثيرها، وبالفعل تحقَّقت جميع التنبؤات وأصبحت ماري واحدة من أكبر الكيميائيات في العالم، وحصلت على جائزة نوبل مرتين لاكتشافها لعناصر كيميائية أفادت بها البشرية بأكملها.
أما نابليون الطفل المثابر، على الرغم من تعرُّضه للإحباط من قبل الجميع فإنه لم يستسلم، وظل وراء حلمه، وحاول أن يخدع الضابط بوقوفه على حجر أثناء اختياره للتجنيد بالجيش الفرنسي ليخفي قصر قامته، ولكن أمره انكشف، ولم يستسلم نابليون وعرض مهاراته في الرماية أمام الضابط على أن يصيب القارب الذي نقل الجنود، وعلى الرغم من سخرية الضابط منه في البداية فإنه اكتشف أن الطفل أصاب القارب بالفعل، ووقتها غيَّر رأيه به وعلم أن اسمه سيخلد في التاريخ، وبالفعل أصبح نابليون بونابرت واحدًا من أبرع قادة العالم، وفتح أوروبا كلها، وأصبح أول إمبراطور لفرنسا.
الفكرة من كتاب عظماء في طفولتهم
إن الأحلام الصغيرة والأفكار المُلهمة تبدأ منذ الطفولة، فإذا تحوَّلت إلى حقيقة قادت صاحبها نحو مستقبل يغيِّر حياته وحياة العالم بأكمله، وهذا الكتاب أشبه بالسفينة التي تنتقل من بلد إلى آخر، ومع كل بلد نتوقف لنكتشف كيف كانت طفولة العظيم الذي وُلِد ونشأ بها، وكيف قادته فكرته ليصير واحدًا من الشخصيات التي لم ينسَها التاريخ على مر العصور.
مؤلف كتاب عظماء في طفولتهم
محمد المنسي قنديل: كاتب وروائي مصري، ولد في المحلة الكبرى بمصر عام 1949، وتخرج في كلية الطب، وعمل بالطب لمدة عام ونصف تقريبًا ثم في التأمين الصحي، وبعد فترة قصيرة ترك المجال بأكمله وتفرَّغ للكتابة، وكتب في العديد من المجالات ولمختلف الأعمار، تنوَّعت كتاباته ما بين الكتب والروايات والقصص، وحصل على عدة جوائز، ومنها جائزة الثقافة الجماهيرية وهو طالب، وجائزة الدولة التشجيعية عام 1988، وجائزة ساويرس للآداب عام 2006، وتحولت بعض رواياته إلى مسلسلات مثل رواية “يوم غائم في البر الغربي”، ورواية “أنا عشقت”.
من أبرز أعماله:
انكسار الروح.
قمر على سمرقند.
كتيبة سوداء.