من البلاد التي شهدت مولد الفكر الإنساني إلى بلاد النوافير
من البلاد التي شهدت مولد الفكر الإنساني إلى بلاد النوافير
اليونان.. لا يشعر الزائر فيها بالغربة، ويجد نفسه في مزيج من الحضارة الشرقية والغربية، منبهرًا بجمالها وصفاء سمائها، واليونان مهد الحضارة ومولد الفكر، وهي مليئة بالآثار القديمة والقلاع التاريخية، ومن أهمها: الأكروبول في أثينا، الذي يوثق انتصارهم قديمًا على الفرس، وفيه أخذ سقراط السم، وبجانبه القصور والمعابد، وغيرها من الآثار في طيبة وإسبرطة وأولمبيا منشأ الألعاب الأولمبية، واليونانيون نشطاء يحبون العمل والإبحار، ويحبون التحدث والنقاش بأصوات مرتفعة، ويُنصح السائح بزيارة المصيف البحري «كيفسيا» وشواطئ «غليفاده» وجزيرة «تينوس»، والمصيف الجبلي «بورتاياء» و«سراندابنجو».
ومن اليونان إلى إسبانيا.. التي تجتمع فيها التناقضات بين حرارة الشمس وكثرة الظلال، وبين القسوة والعاطفة، وبين السذاجة والكبرياء، فهي هضبة حارة تحيط بها البحار وفيها جبال مرتفعة وتحتها الكثير من الوديان، وتختلط ثقافتها بين إفريقيا وأوروبا، وفيها آثار باقية على حالها منذ إنشائها، ويجب على السائح زيارة إقليم الأندلس الذي تظهر فيه عظمة المسلمين ومجدهم، وبخاصة مدينة قرطبة ومدينة إشبيليه وفيها القصر الذي بناه العرب، ومدينة غرناطة، أما مدينة مدريد فهي عاصمة إسبانيا وتظهر فيها الحياة العصرية، وفيها القصر الملكي ومنتزه رتيرو، وهي مدينة رائعة ليلًا، وأهم فاعلياتها مصارعة الثيران ولها الملايين من المعجبين ولاعبوها يعرفهم كل الشعب، وأفضل وقت لحضورها شهرا مايو وسبتمبر، والغريب أن النساء أكثر ميلًا لمشاهدتها من الرجال، وتتميز المرأة الإسبانية بسواد العينين والشعر وبياض الوجه والطول والقوة الجسمية، لأن العرب قد اختلطوا بسكان إسبانيا الأصليين، ويُنصح السائح بزيارة الإسكوريال وأرانجويز المعروفة بالقصور الملكية، وطليطلة المميزة بالمساجد الرائعة، ومدينة برشلونة وسان سبستيان، وأفضل ما يشتريه السائح المصنوعات الزجاجية والجلدية والدانتيل.
ومن إسبانيا إلى البرتغال.. المليئة بالمناظر الرائعة والشواطئ الجميلة والآثار التاريخية، والبرتغاليون يرحبون بالأجانب ولطفاء معهم، فهم طيبو القلب ومرحون ويظهر ذلك في ملابسهم ومنازلهم، وهم يتحدثون الإنجليزية والفرنسية بجانب لغتهم، وعاصمتها لشبونة من أجمل العواصم الأوروبية وفيها العديد من نافورات المياه والمتنزهات الجميلة، ويُنصح السائح بزيارة الشاطئ الجميل استوريل، وقرية كاسكيه المعروفة بصيد الأسماك، وزيارة كويلوز المعروفة بالحدائق، وألكوباكا المعروفة بمصنوعات الخزف.
الفكرة من كتاب تعالَ معي إلى أوروبا
يرى فرج جبران أن الرحلات التي قام بها هي أهم ما حققه في حياته وأنه استفاد منها أكثر من المدرسة، فهو لم يكتف بزيارة العواصم والمدن المعروفة، بل تعمق في حياة سكانها ودرس عاداتهم وتناقش معهم، فكان يسافر أوروبا كل عام، ويرى أن السفر يحتاج إلى المال والشجاعة وحسن التصرف فقط، فهيا بنا نبدأ معه رحلته من الشمال (شبه جزيرة اسكنديناوه).
مؤلف كتاب تعالَ معي إلى أوروبا
فرج جبران، كاتبٌ مصريٌّ وصحفيٌّ ومترجم، عَمِل في ديوان المحاسبة بالقاهرة، وكان يحب الصحافة والأدب، اشتق لنفسه اسمًا مستعارًا من اسمه الحقيقي واختار أن يكون «فجرًا» ليفي بمتطلبات وظيفته وعدم التوقيع باسمه، شارك في إصدار مجلة الشعلة وتحرير مجلة آخر ساعة، وترجم العديد من القصص والروايات الفرنسية، ثم اهتم بالرحلات والكتابة عن البلاد التي يسافر إليها، وقد فارق الحياة في رحلة جوية في أثناء عودته من إيطاليا إلى القاهرة عام (١٩٦٠)، لأن الطائرة اختفت فوق البحر الأبيض المتوسط ولم يتم إيجاد أي أثر لها ولركابها.
من أعماله: “تعالَ معي إلى باكستان”، و”غرام الملوك”، و”ستالين”.
من الكتب التي ترجمها: “قصص عن أناتول فرانس”، و”يوميات آدم وحواء”.