من بلاد النظافة والنظام إلى أجمل بلدان أوروبا
من بلاد النظافة والنظام إلى أجمل بلدان أوروبا
ألمانيا.. يهتم الألمان بالنظافة وهم من أدخلوا الصابون والمناشف إلى أماكن الاغتسال بالقطارات، وتهتم المرأة الألمانية بالمحافظة على نظافة بيتها، ويأتي بعد النظافة حب النظام، وفي سبيل الحفاظ عليه يتجنبون المشي على الحشائش في الحدائق العامة ووضع اللوحات الإعلانية الكبيرة في الشوارع ويضحون بمصالحهم المادية، كما أنهم يهتمون بالتفاصيل ويبذلون الكثير من الجهد لإتقان العمل إلى درجة الكمال، وتفوقوا في البحث العلمي والدراسة النظرية والصناعة، ويهتم الألماني بتعليم ابنه ويركز على الحقائق فقط بعيدًا عن الخيال، ولا يحب الألمان أن يكون شعر الرأس طويلًا وتغلب عليهم الجدية ولا يميلون للدعابة والنكتة، ويُنصح السائح بزيارة مقاطعة بافاريا المعروفة بجبالها وبحيراتها، وزيارة منزل هتلر في برختسجادن ويسمى «عش النسر»، ومنطقة الرين والمنطقة الصناعية في الروهر ومدينة بون.
ومن ألمانيا إلى سويسرا.. أجمل دول أوروبا وتسمى «المنتزه الأوروبي»، وهي دولة صغيرة تتكون من عدد من المقاطعات ذات لغات وثقافات وعادات مختلفة ولكنها تتحد مع بعضها في تناغم، ومصدر جمال سويسرا هو جبال الألب وقممه المغطاة بالثلوج في الصيف والشتاء ومن تحتها الوديان الخضراء والقرى الهادئة والبحيرات، وفيها منبع نهر الرين العظيم ونهر الرون والاين، وقد تسبب هذا الجمال في قلة موارد الثروة المعدنية فيها ولكنهم استغلوا مواردهم المتاحة تجاريًّا وصناعيًّا، فقاموا بتوليد الكهرباء من مساقط المياه وبرعوا في صناعة الساعات التي تتطلب القليل من الموارد واكتسبوا في صناعتها شهرة عالمية، وباستغلالهم المراعي اشتهرت منتجات الألبان والشوكولاتة السويسرية، وباستغلاهم الهواء أقاموا مصحات للأمراض الصدرية، واهتموا بالسياحة التي تُدخِلُ مالًا كثيرًا، وبسبب كل ذلك يتمتع شعبها بالرفاهية والرخاء، ويُنصح السائح بزيارة العاصمة برن مدينة الدببة، وإقليم الجريزون والبرنيز وتيسان، وشواطئ بحيرة ليمان وألب الفودوا، ووديان الجورا، ومدينة انترلاكن ولوسرن وزيوريخ، والقمم الجبلية سان برنار والينجفراو، وأفضل ما يشتريه السائح الساعات.
الفكرة من كتاب تعالَ معي إلى أوروبا
يرى فرج جبران أن الرحلات التي قام بها هي أهم ما حققه في حياته وأنه استفاد منها أكثر من المدرسة، فهو لم يكتف بزيارة العواصم والمدن المعروفة، بل تعمق في حياة سكانها ودرس عاداتهم وتناقش معهم، فكان يسافر أوروبا كل عام، ويرى أن السفر يحتاج إلى المال والشجاعة وحسن التصرف فقط، فهيا بنا نبدأ معه رحلته من الشمال (شبه جزيرة اسكنديناوه).
مؤلف كتاب تعالَ معي إلى أوروبامؤلف كتاب
فرج جبران، كاتبٌ مصريٌّ وصحفيٌّ ومترجم، عَمِل في ديوان المحاسبة بالقاهرة، وكان يحب الصحافة والأدب، اشتق لنفسه اسمًا مستعارًا من اسمه الحقيقي واختار أن يكون «فجرًا» ليفي بمتطلبات وظيفته وعدم التوقيع باسمه، شارك في إصدار مجلة الشعلة وتحرير مجلة آخر ساعة، وترجم العديد من القصص والروايات الفرنسية، ثم اهتم بالرحلات والكتابة عن البلاد التي يسافر إليها، وقد فارق الحياة في رحلة جوية في أثناء عودته من إيطاليا إلى القاهرة عام (١٩٦٠)، لأن الطائرة اختفت فوق البحر الأبيض المتوسط ولم يتم إيجاد أي أثر لها ولركابها.
من أعماله: “تعالَ معي إلى باكستان”، و”غرام الملوك”، و”ستالين”.
من الكتب التي ترجمها: “قصص عن أناتول فرانس”، و”يوميات آدم وحواء”.