من بلاد الطواحين الهوائية إلى يابان أوروبا
من بلاد الطواحين الهوائية إلى يابان أوروبا
تسمى هولندا باسم «الأراضي المنخفضة» لأنها تنخفض عن سطح بحر الشمال، وأغلب أراضيها كانت في السابق جزءًا من البحر، وهم ينظرون إلى البحر كعدو لشعورهم بالتهديد من أن يستعيد الأراضي التي حصلوا عليها بصعوبة بالغة، وهم أذكياء في الأمور التجارية وتفوقوا فيها على غيرهم، فالتجارة محور حياتهم وهم يأخذون من منتجاتهم القليل ليصدروها للدول الأخرى، كما أنهم يحبون العمل الشاق، وتبالغ ربات البيوت في الاهتمام بنظافتها، والزهور والورود لديهم ضرورة وليست من الكماليات، ويحبون الموسيقى والتصوير والدراجات، ويُنصح السائح بزيارة العاصمة أمستردام وقرية ماركن، والكمار سوق الجبن الكروي، وزيارة لاهاي وشاطئ ضاحية سخيفنينجن الرائع، ومعهد الدراسات الشرقية في مدينة ليدن، ومدينة آلزمير التي تنبت بها الأزهار، وأفضل ما يشتريه المصنوعات الفضية والفراء.
ومن هولندا إلى بلجيكا.. تنقسم بلجيكا إلى إقليم جبلي مرتفع وإقليم سهل منخفض، ويحب سكانها الحفلات والطعام الطيب، وهي وجهة للسائحين المحبين الطعام، ويتصف السكان بالبدانة والنظام والترتيب والتخطيط والفكر الواسع، ويُنصح السائح بزيارة بروكسل والميدان الكبير الموجود فيها، وزيارة ميناء أنتورب، ويوجد في هذه المدينة أكبر أسواق الماس، ومدينة غنت وبروج وأوستند، وأفضل ما يشتريه الدانتيل المصنوع باليد، والأسلحة والخزف.
ومن بلحيكا إلى فرنسا.. يُسمى الفرنسيون «يابان أوروبا» وذلك لصغر أجسامهم، والفرنسيون أقوياء ويحبون العمل، والفلاحون هم قوة فرنسا، فمن مزارعهم وجهودهم يتم تمويل الجيش وخزائن البنك، وهم شديدو التعلق والإخلاص لأراضيهم، وكذلك يجتهد العمال ويكافحون في حياتهم ولكنهم يكرهون الأغنياء ويهتمون كثيرًا بالسياسة، ويكره الفرنسيون الضرائب ويتهربون منها، كما أنهم حاضرو النكتة والتلاعب بالألفاظ، ويهتمون بالألعاب الرياضية والتعليم وبخاصة الشعر الفرنسي وجغرافية وتاريخ فرنسا، ويُنصح السائح بزيارة الإقليم الجبلي السافو والسافو العليا وساحل الريفييرا ويسميه الفرنسيون الكوت دازور والساحل الفضي «كوت دارجان» وإقليم الألزاس واللورين، وزيارة معالم باريس كالمتاحف والجامع المشهور والحدائق ومنها التويلري وغاب بولونيا وحديقة لكسمبرج، وأفضل ما يشتريه السائح التحف والآثار القديمة والعطور وأدوات الزينة والفساتين والفراء والشرائط والدانتيل وصيني ليموج وتطريز أوبيسون.
الفكرة من كتاب تعالَ معي إلى أوروبا
يرى فرج جبران أن الرحلات التي قام بها هي أهم ما حققه في حياته وأنه استفاد منها أكثر من المدرسة، فهو لم يكتف بزيارة العواصم والمدن المعروفة، بل تعمق في حياة سكانها ودرس عاداتهم وتناقش معهم، فكان يسافر أوروبا كل عام، ويرى أن السفر يحتاج إلى المال والشجاعة وحسن التصرف فقط، فهيا بنا نبدأ معه رحلته من الشمال (شبه جزيرة اسكنديناوه).
مؤلف كتاب تعالَ معي إلى أوروبا
فرج جبران، كاتبٌ مصريٌّ وصحفيٌّ ومترجم، عَمِل في ديوان المحاسبة بالقاهرة، وكان يحب الصحافة والأدب، اشتق لنفسه اسمًا مستعارًا من اسمه الحقيقي واختار أن يكون «فجرًا» ليفي بمتطلبات وظيفته وعدم التوقيع باسمه، شارك في إصدار مجلة الشعلة وتحرير مجلة آخر ساعة، وترجم العديد من القصص والروايات الفرنسية، ثم اهتم بالرحلات والكتابة عن البلاد التي يسافر إليها، وقد فارق الحياة في رحلة جوية في أثناء عودته من إيطاليا إلى القاهرة عام (١٩٦٠)، لأن الطائرة اختفت فوق البحر الأبيض المتوسط ولم يتم إيجاد أي أثر لها ولركابها.
من أعماله: “تعالَ معي إلى باكستان”، و”غرام الملوك”، و”ستالين”.
من الكتب التي ترجمها: “قصص عن أناتول فرانس”، و”يوميات آدم وحواء”.