سلوكيات الطفل
سلوكيات الطفل
يتميَّز كل طفل بسلوكيات معيَّنة عن الطفل الآخر، وقد تؤدِّي هذه السلوكيات إلى مشاكل وتصرُّفات يُعاني منها الأهل، وتنتُج هذه المشاكل من تداخل عدة عناصر كشخصية الطفل من جهة، والشخصيات حوله مثل الأهل والإخوة من جهة أخرى، إضافةً إلى عوامل يرجع أصلها إلى فترة ما قبل الولادة وقبل الحمل ذاته؛ أي يعود تاريخها إلى طفولة الأهل أنفسهم، ونوعية شخصياتهم، ومقدار الحب والحنان الذي نموا فيه، فالطفل الذي يُعاني الحرمان والإهمال من والديه، يكون سبب ذلك غالبًا معاناة أحد الأبوين من طفولة مليئة بالحرمان.
ومن العوامل السلوكية المؤثرة أيضًا في فترة ما قبل الحمل هي مرحلة العمر التي رزق فيها الأهل بطفلهم، ومدى تعلُّقهم بتحقيق هذه الأمنية، وميلهم إلى جنس معيَّن عن الآخر، وبالتأكيد شخصية الطفل جزء منها موروث أو فطري والجزء الآخر يُكتسَب من البيئة المحيطة به، وخصوصًا الظروف المحيطة به في سنوات حياته الأولى، وبالأخص السنوات الثلاث أو الأربع الأولى، فالرضيع منذ يومه الأول لا يكفُّ عن الصراخ لحمله واحتضانه، وبمرور الوقت يزداد احتياجه إلى الحب والأمان، وخصوصًا في أوقات المرض أو الألم مثلًا نتيجة سقوطه، وعلى الأهل أن يتجنَّبوا عقد المقارنات بين الأطفال وأخواتهم لأن ذلك قد يظهر لديهم شعور الغيرة الذي ينعكس بصورة سيئة على تطوُّراتهم السلوكية، فيصاحبهم دائمًا الشعور بالخطر وعدم الاستقرار، وانفصال الأهل الطويل عن طفلهم، وبالأخص في السنوات الثلاث الأولى للذهاب إلى العمل مثلًا قد يؤدِّي إلى نوع من الحرمان العاطفي الذي يؤثِّر في شخصية الطفل وذكائه فيما بعد.
أما شعور الرفض فيبدأ لدى الطفل بشكل مفاجئ، وتتوقَّف السن التي تظهر فيها أعراض ذلك على ذكاء الطفل وشخصيته، فإذا اكتشف الطفل أن رفضه الذهاب إلى الفراش سوف يثير جلبة، فسوف يستمر في الرفض إلى أن يكتشف أن طريقته هذه لم تعد تصب في مصلحته، ومن المهم أيضًا إدراك طبيعة الاختلافات الكبيرة في شخصيات الأطفال لتفهُّم المشاكل السلوكية، فبعض الأطفال يتميَّزون بالوداعة والبعض الآخر يتميَّزون بالنشاط الزائد.
الفكرة من كتاب أنا وطفلي والطبيب
نُولد كلنا أطفالًا، ونمر بنفس المراحل العمرية، وتُعاني أغلب الأمهات الجهل بكل أمور التربية خصوصًا في طفلها الأول، فيحاول الكاتب هنا تكوين مرجع شامل للأم المصرية والعربية في كل الأمور المتعلقة بالعناية بالطفل، وتنشئته وتربيته السليمة، وكيفية التصرف في أثناء حالاته المرضية.
مؤلف كتاب أنا وطفلي والطبيب
إبراهيم شكري: هو أحد أهم أطباء الأطفال في مصر والعالم العربي، ويقدم الكثير من الأبحاث والتجارب الإكلينيكية للإجابة على كل التساؤلات التي تخصُّ حياة الطفل اليومية، ورعايته وأمراضه الشائعة.