السخاء الليبرالي.. الجميع مخطئون
السخاء الليبرالي.. الجميع مخطئون
لقد عانى السكان الأصليون من التجاهل الليبرالي طوال المآسي التي واجهوها في أثناء عصور التطهير العرقي في فترات تأسيس الولايات المتحدة، وفيما يخص الشأن الفلسطيني تم ذلك بطريقة غير مباشرة بتنحية الفلسطينيين من النقاش وإحلال الصهيونيين التقدميين محلهم لجعل النقاش أكثر هدوءًا، فوجود هذه الطبقة من الليبراليين الذين يسلبون أصوات الشعوب الأصلية ويدعون تمثيلها هو ضامن لبقاء الاستعمار ويجعل الصراع بأكمله بين المستعمرين وأصدقاء لهم يضمنون بقاء هذه الجهات المعارضة تحت السيطرة، إنه حوار يهودي يهودي فقط.
وفي العادة في ما يخص فلسطين تقوم المعارضة الليبرالية بالرقص على حبال إسرائيلية الصنع، فيتم اتهام الطرفين بالعنف واللا عقلانية، وعند مساواة الفريقين وجعلهما متكافئين سياسيًّا وتاريخيًّا، ففي وجهة النظر الأمريكية ستصبح وحشية إسرائيل مجرد رد فعل ضد “الإرهاب العربي المفرط”، وتقوم هذه الأصوات، في سعيها لجعل الإسرائيليين والفلسطينيين على نفس الدرجة من الأخلاقية، بتزوير التاريخ وتصوير هذا الصراع على أنه مجرد سوء تفاهم حدث بين مهاجرين ناجين من بطش النازية الهتلرية وشعب أناني وغير مضياف استقبل هؤلاء الناجين الوديعين بالحديد والنار، ثم بناء على هذه الرؤية ينبثق الحل الليبرالي النهائي لهذا الصراع، فإذا أراد الفلسطينيون أن يعيشوا بسلام مع “إخوانهم الإسرائيليين”
فعليهم الاعتراف بهذه الدولة بتصنيفاتها العرقية وأيديولوجيتها الرافضة لأي هوية أو ثقافة مجاورة، بمعنى آخر تصفية الصراع وضمان الوجود العنصري الإسرائيلي، هذه التفاهة الليبرالية هي الممثلة للصوت المعارض للممارسات الإسرائيلية، والمعالجة المتحيزة وغير المهتمة بطبيعة الصراع نتيجة التعامل غير الجدي من المجتمع الأمريكي مع الحروب في هذه المنطقة، إنها تُخفف وتُقدم ما يشبه ألعاب الفيديو، فيتم عرض الحرب كأنها شيء طبيعي وغير خطير كصواريخ وأخشاب متحركة لا أكثر، أما بالنسبة إلى الضحايا فقد تم نزع الإنسانية عنهم مسبقًا عن طريق تصويرهم بشكل متكلف في القالب العربي المعتاد، الذي يجبر المتابعين على نبذهم أو على الأقل عدم التعاطف معهم، إنهم يستدعون فقط عند حاجة القيادة الأمريكية إلى أهداف تجسد المخاطر على الثقافة الأمريكية، فتلك الأدوات المساعدة للسياسة الخارجية الأمريكية مثل “صدام حسين، ومحمود أحمدي نجاد” كانت أيضًا ذات فائدة داخلية للسياسيين الأمريكيين، فمن الأفضل أن تهتم بهؤلاء الطغاة البرابرة على أن تنتقد القيادة الأمريكية
الفكرة من كتاب الحروب الهمجية: العرب والمسلمون وفقر الفكر الليبرالي
دائما ما تُثار النقاشات ويتركز الاهتمام حول الخطابات اليمينية الغربية، كونها مُستفزة ومباشرة ولا تكلف نفسها أي مواربة، بينما الخطابات الليبرالية التي تُواري العنصرية وراء الحيادية والعدالة الخبيثة لا يتم الاهتمام بها بالشكل الكافي.
يتتبع الكاتب الحركات الليبرالية وردود فعلها وآراء كتابها حول الأحداث والتدخلات الأجنبية في المنطقة، ويبين كيف تكون العنصرية المُتخفية أكثر ازدواجية وكراهية من التصريح بالفوقية والعلو الغربي.
مؤلف كتاب الحروب الهمجية: العرب والمسلمون وفقر الفكر الليبرالي
ستيفن سالايتا ذو الأصول الفلسطينية المولود عام 1975 بولاية فرجينيا الأمريكية، عمل أستاذًا مساعدًا للغة الإنجليزية بجامعة فرجينيا تك، ومتخصصًا في الكتابة عن العرب الأمريكيين والسكان الأصليين والأقليات العرقية، من مؤلفات المهمة:
الأرض المقدسة في انتقال.
العنصرية ضد العرب في الولايات المتحدة.
عن المترجم:
الشاعر والمترجم يوسف عبدالعزيز المولود في قنا عام 1969، حصل على الليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة أسيوط.. من أعماله:
المجموعة الشعرية للصمت والرماد
من ترجماته:
وردة حمراء.. وردة بيضاء، لهنري لوسون، شعر.
اتحاد العمال يدفن رجله المتوفي، مجموعة قصصية