ضحايا الأسطورة.. الأرض المقدسة من أمريكا الشمالية إلى فلسطين
ضحايا الأسطورة.. الأرض المقدسة من أمريكا الشمالية إلى فلسطين
إن هذه النزعة الأوروبية للتوسع والاستعمار لم تنشأ لدوافع واقعية فقط، الحقيقة أن محركها الأساسي كان مُسيطرًا على أهم الهجرات إلى العالم الجديد، فعندما غادر التطهيريون من إنجلترا هربًا من الاضطهاد الديني وقدموا إلى العالم الجديد أسقطوا عليه في الحال أسطورة الأرض المقدسة ووضعوا أنفسهم محل بني إسرائيل، وتمثل لهم الهنود الحمر كالكنعانيين في فلسطين، وبدؤوا في نشر تعاليمهم وإقامة الدولة الموعودة على أنقاض الحضارات القديمة في الأمريكتين، هذه الأرض المقدسة لن تظل هناك لفترة طويلة، فمرة أخرى ستقود الأسطورة أحفاد هؤلاء المُستعمرين إلى أراضي شعب آخر، لتعود بهذه الأرض المقدسة الى العالم القديم مرة أُخرى.
هذا الخيال الأسطوري هو تفسير هذه العلاقة الوطيدة بين إسرائيل والولايات المتحدة التي لا تخضع لقواعد السياسة لأنها ليست علاقة سياسية في الأساس، لقد كانت أميركا هي النموذج المنشود لإسرائيل طوال الوقت، هذا أيضًا يجعل الهنود الحمر متشابهين مع الفلسطينيين بوصفهم سكانًا أصليين، كلاهما شعبان أقاما حضارتيهما وراكما ثقافات عديدة قبل أن يكونا ضحية لأسطورة النص المفروضة بسلاح المستعمرين البيض، فكيف يمكن تعريف هؤلاء السكان الأصليين، المجتمع الأصلي يمتلك طرقه في تحديد هويته الخاصة، والتعبير عن الأصالة يرتبط بتفرد مجموعة ما عن الواقع المحيط بها وامتلاكها ثقافة تنافسية لا تحتاج إلى هذا الواقع، هذا المجتمع الأصلي بدوره يترتب في دوائر من الأصالة تتحد أو تتفرق بحسب طبيعة المجتمع أو الطرف المضاد، فقبل الوجود الاستعماري في فلسطين وأميركا كانت هذه المجتمعات ذات طبقات متعددة ليست جميعها على نفس الدرجة من الأصالة، ولكن مع وجود عدو أصبحت كل هذه الطبقات مجتمعًا واحدًا أصيلًا، ولذلك فمن العادة أن تؤخذ معظم الدراسات عن السكان الأصليين على منحى سياسي، لأن هذه الشعوب تفردت بهويتها وارتبطت بأراضيها وتاريخها وكونت روابط ثقافية تجمع أفرادها وتجعلهم يرفضون التخلي عنها أمام العالم الحديث، ولذلك فإن هذه الدراسات تعد ثورية ومتحدية للاستعمار وعالم اليوم بشكل أساسي .
الفكرة من كتاب الحروب الهمجية: العرب والمسلمون وفقر الفكر الليبرالي
دائما ما تُثار النقاشات ويتركز الاهتمام حول الخطابات اليمينية الغربية، كونها مُستفزة ومباشرة ولا تكلف نفسها أي مواربة، بينما الخطابات الليبرالية التي تُواري العنصرية وراء الحيادية والعدالة الخبيثة لا يتم الاهتمام بها بالشكل الكافي.
يتتبع الكاتب الحركات الليبرالية وردود فعلها وآراء كتابها حول الأحداث والتدخلات الأجنبية في المنطقة، ويبين كيف تكون العنصرية المُتخفية أكثر ازدواجية وكراهية من التصريح بالفوقية والعلو الغربي.
مؤلف كتاب الحروب الهمجية: العرب والمسلمون وفقر الفكر الليبرالي
ستيفن سالايتا ذو الأصول الفلسطينية المولود عام 1975 بولاية فرجينيا الأمريكية، عمل أستاذًا مساعدًا للغة الإنجليزية بجامعة فرجينيا تك، ومتخصصًا في الكتابة عن العرب الأمريكيين والسكان الأصليين والأقليات العرقية، من مؤلفات المهمة:
الأرض المقدسة في انتقال.
العنصرية ضد العرب في الولايات المتحدة.
عن المترجم:
الشاعر والمترجم يوسف عبدالعزيز المولود في قنا عام 1969، حصل على الليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة أسيوط.. من أعماله:
المجموعة الشعرية للصمت والرماد
من ترجماته:
وردة حمراء.. وردة بيضاء، لهنري لوسون، شعر.
اتحاد العمال يدفن رجله المتوفي، مجموعة قصصية