السينما الليبرالية.. الاختزال عند الحاجة والعنصرية في كل الأوقات
السينما الليبرالية.. الاختزال عند الحاجة والعنصرية في كل الأوقات
على قلة ظهور العرب والمسلمين في السينما الأمريكية وثبات أدوراهم تقريبًا، لكن أعادت الليبرالية استخدامهم بطريقة ملتوية وأكثر خُبثًا، في فيلم “سايكو” للمخرج الشهير “مايكل مور” يظهر هذا الدور في تسليط الضوء على معاناة عمال الإنقاذ في 11 سبتمبر، فيقرر مور أخذ هؤلاء العمال الى جوانتانامو ليتأكد من شائعات الرعاية الطبية المقدمة للمساجين هناك، إنه يصنع هذه المقارنة السخيفة والمتشبعة بمغالطات وآراء جاهلة لمصلحة قصة الفيلم فقط، لا يهم السجن ولا الظروف الغامضة للمسلمين المحتجزين فيه، فبمجرد وجود العمال البيض يتجه كل الضوء إليهم، وبإدخال جوانتانامو في القصة فالأكثر أهمية ليس الرعاية الصحية ولكن الظروف الغامضة لاحتجاز هؤلاء البشر، ليس كافيًا لمور التعذيب والظلم الذي عانوه حتى يضعهم في طرف ويصب عليهم حسد المشاهدين وكراهيتهم، فبمقارنة هؤلاء الإرهابيين مع أبطال الإنقاذ في 11 سبتمبر يصبح المسلمون شياطين يتمتعون بالرفاهة الأميركية على حساب دافعي الضرائب، ما فعله مور هو التوجه الليبرالي بمسخ هؤلاء الأشخاص إلى دمى صامتة مُعينَة للقصة الأمريكية ومطابقة لها وتستمد أهميتها من فائدتها لهذه القصة، إنه يفرغ المسألة من مضمونها ويحشوها بالصورة الأمريكية لتصبح في النهاية مقبولة للرأي العام.
في قصص أخرى يأخذ المسلمون أو العرب الضوء الكامل، فعند الحاجة إلى تصوير إرهابي بشكل عام فإن الصورة الجاهزة في الخيال السينمائي الأمريكي هي الهيئة العربية واللغة المصممة خصيصى في هوليود، ربما لا تكون الفكرة هي السخرية من العرب ولكن فقط لأن استخدام الشكل العربي في القصة يتبعه تفهم للأفعال الصادرة من هذه الشخصيات لدى المشاهدين الأمريكيين، ويترتب على هذه النظرة تخيل عنصري يختزل المسلمين والعرب في هذه النماذج، فالأمريكيون يعتقدون أن العرب يُصورون كإرهابيين لأنهم كذلك بالفعل ولا شيء يستدعي الغرابة من هذه القصص، وهذا طبيعي بالنظر إلى تاريخ القصص والأدوار التي حُجز فيها العرب في التاريخ السينمائي الأمريكي، بالتأكيد ليس منطقيًّا أن نغضب من تمثيل العرب في الأفلام الخاصة بـ11 سبتمبر كإرهابيين، ولكن الغريب أن تكون كل القصص المرتبطة بالعرب والمسلمين حول 11 سبتمبر فقط.
الفكرة من كتاب الحروب الهمجية: العرب والمسلمون وفقر الفكر الليبرالي
دائما ما تُثار النقاشات ويتركز الاهتمام حول الخطابات اليمينية الغربية، كونها مُستفزة ومباشرة ولا تكلف نفسها أي مواربة، بينما الخطابات الليبرالية التي تُواري العنصرية وراء الحيادية والعدالة الخبيثة لا يتم الاهتمام بها بالشكل الكافي.
يتتبع الكاتب الحركات الليبرالية وردود فعلها وآراء كتابها حول الأحداث والتدخلات الأجنبية في المنطقة، ويبين كيف تكون العنصرية المُتخفية أكثر ازدواجية وكراهية من التصريح بالفوقية والعلو الغربي.
مؤلف كتاب الحروب الهمجية: العرب والمسلمون وفقر الفكر الليبرالي
ستيفن سالايتا ذو الأصول الفلسطينية المولود عام 1975 بولاية فرجينيا الأمريكية، عمل أستاذًا مساعدًا للغة الإنجليزية بجامعة فرجينيا تك، ومتخصصًا في الكتابة عن العرب الأمريكيين والسكان الأصليين والأقليات العرقية، من مؤلفات المهمة:
الأرض المقدسة في انتقال.
العنصرية ضد العرب في الولايات المتحدة.
عن المترجم:
الشاعر والمترجم يوسف عبدالعزيز المولود في قنا عام 1969، حصل على الليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة أسيوط.. من أعماله:
المجموعة الشعرية للصمت والرماد
من ترجماته:
وردة حمراء.. وردة بيضاء، لهنري لوسون، شعر.
اتحاد العمال يدفن رجله المتوفي، مجموعة قصصية