ما قبل التغيير
ما قبل التغيير
الناجحون يصدقون أيضًا خرافات مثل أن سلوكياتهم المزعجة هي سبب نجاحهم، فيظن البعض أن التعليقات القاسية التي يطلقونها سبب في تحفيز الآخرين، وهذا يجعل من مهمة تغييرهم أمرًا صعبًا، ولكن هناك مفتاحًا يمكننا استخدامه لإجبارهم على ذلك وهو استخدام شيء ما يُمثل لهم أهمية كبيرة؛ يهتم معظمنا بالمال أي الحصول على زيادة في الراتب، وبالسلطة والمكانة أي الحصول على ترقية، وأخيرًا الشعبية فنحن نطمح دائمًا إلى أن نكون محبوبين، لكن مع ذلك بعض الأشخاص قد لا يكترثون لكل هذا وقد نجد دوافع مختلفة للتغيير كعدم الرغبة في ترك المنصب لمنافس أو انتقال السلوك السيئ إلى الأبناء، لذا قبل الإقدام على التغيير، علينا أن نختار لأنفسنا محفزًا يساعدنا على التغيير.
علينا أن ندرك أيضًا أهمية ترك ما يجب تركه فنحن دائمًا نُحاسب على ما أنجزناه وليس ما تركناه، على الرغم من أن عدم الإقدام على فعل له تأثير أكبر من إنجاز الأفعال، فتخيل أن جيرالد ليفين الرئيس التنفيذي السابق لتايم وارنر لم يُقدم على دمج شركته مع شركة AOL، فإنه لم يكن ليخسر وظيفته وسمعته وجزءًا كبير من ثروته، ولم يكن ليتسبب في تراجع أسهم الشركة بنسبة ثمانين بالمئة، كذلك ترك السلوك السيئ الذي سوف يؤدي إلى تحسين جو العمل، وتجنب الإزعاجات اليومية التي نسببها.
يجب أن ننتبه أيضًا لأن علينا بعد تحديد السلوك المزعج الذي نكرره بشكل أكبر ويشير إليه عدد كبير من الموجودين في محيطنا ألا نفعل شيئًا! بالضبط لن نقوم بكتابة عدد من العادات الإيجابية التي نريد القيام بها لسببين، هما عدم التصنع وعدم تحويل مهمة التغيير إلى أمر صعب، المطلوب فقط هو التوقف عن فعل السلوك المزعج.
والآن سنذكر بعض السلوكيات المُفسدة لبيئة العمل كالسعي إلى الانتصار، وحجب المعلومات وإطلاق تعليقات هدامة واستعراض الذكاء وإفراط استخدام لا ولكن، وعدم التعبير عن التقدير وادعاء فضل لا نستحقه، والتماس الأعذار لإلقاء اللوم على الآخرين، وسوء الاستماع، إلى جانب الهوس بتحقيق الأهداف وهو منبع لظهور باقي السلوكيات المزعجة.
الفكرة من كتاب ما أوصلك هنا لن يوصلك هناك: كيف يُحقق الناجحون مزيدًا من النجاح
ما العائق أمام تحقيق المزيد من النجاح؟ هل التعرض لخيبات الأمل والإخفاق؟ ماذا عن تحقيق النجاح نفسه؟! نحن بشر لدينا بعض السلوكيات المزعجة التي على الرغم من وجودها لا تعيقنا عن التقدم، لهذا لا نجد ما يدعو إلى التغيير فلا ندرك أن هذا السلوك البسيط في محطة ما من حياتنا سوف يتسبب في تدمير السمعة التي تم بناؤها طوال السنوات الماضية، فالرأي الذي نطرحه في بداية حياتنا المهنية لن يكون بنفس الوزن إذا طرحناه ونحن في منصب أعلى، وقد يرى من حولنا أن هذا تدخل أو غرور في حين أننا نظن أننا نسعى لنقل خبراتنا، هناك أيضًا بعض السلوكيات المنتشرة بين الأشخاص الناجحين كالغرور والعناد وعدم تقبل النقد، لذا يقدم لنا هذا الكتاب نبذة عن بعض هذه السلوكيات المزعجة مع خطوات لاكتشاف أي منها يهدد حياتنا المهنية والأسرية، وتم ذكر بعض العوائق التي يواجهها الناجحون وتمنعهم من السعي للتغيير.
مؤلف كتاب ما أوصلك هنا لن يوصلك هناك: كيف يُحقق الناجحون مزيدًا من النجاح
مارشال غولدسميث: رجل أعمال وكاتب أمريكي، وُلد عام ١٩٤٩ بفالي ستيشن، بكنتاكي، وحصل على شهادة في الاقتصاد الرياضي من معهد روز هولمان للتكنولوجيا من تير هوت، بإنديانا في عام ١٩٧٠، وعلى درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية كيلي للأعمال بجامعة إنديانا عام ١٩٧٢، ثم حصل على درجة الدكتوراه من كلية الإدارة بجامعة كاليفورنيا عام ١٩٧٧، في بداية حياته المهنية كان أستاذًا مساعدًا ثم تولى منصب عميد كلية الأعمال بجامعة لويولا ماريماونت، ويدرِّس حاليًّا التعليم التنفيذي في مدرسة تاك في دارتموث، له عدّة مؤلفات، منها:
Mojo: How to Get It, How to Keep It, How to Get It Back If You Lose It
Coaching for Leadership
معلومات عن المترجم:
نزار صقر: مُترجم سوري مُتعدد الثقافات؛ يُتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى جانب اللغة العربية، وُلد بمدينة دمشق، وحصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعتها، انضم إلى فريق تعبير عام ٢٠٠٩ بعد ١٦ عامًا من الخبرة في مجال الترجمة إلى اللغة العربية، ومن خلال هذا الفريق ترجم أعمالًا ومقالات لصالح مجلات ومواقع إلكترونية، مثل مجلة أريبيان بزنس وموقع ومضة، ساهم في نقل العديد من الأعمال المهمة إلى اللغة العربية، منها:
تتويج الزبون.
اجتياز الحد الفاصل.