حول الثقة بالنفس
حول الثقة بالنفس
يخبرنا الكاتب أن الإنسان المتكبِّر أهون خطرًا من الإنسان ضعيف الثقة بالنفس، وذلك لأن الإنسان المتكبِّر أمره مكشوف ومكروه بين الناس، بينما ضعيف الثقة قد نظنه، أو يعتقد هو بنفسه أنه متواضع وهادئ وحقيقة الأمر ليست كذلك، إذن كيف نعرف إذا ما كنا نعاني من قلة الثقة بالنفس أم لا؟ إليك بعض العلامات:
عدم قدرة الشخص على أن يتواصل مع الآخرين ببصره، بل يغضُّه ويفضِّل النظر إلى الأرض، نجد حركات جسده غير مستقرَّة، فمثلًا عند جلوسه تتحرَّك يداه وقدماه بانفعال، كما نجده يوافق آراء الآخرين دائمًا دون أي اعتراض هربًا من مناقشتهم، والميل نحو الاهتمام بحاجات الآخرين وتعظيمها مقابل قلة الاهتمام بحاجات النفس وتحقيرها، وأخيرًا لا يستطيع رفض عمل إضافي ليس من واجباته، خوفًا من قول لا، وحرجًا من رفاقه!
وبعد معرفة هذه الصفات، نجد أنَّ النفس غير الواثقة تكون ضعيفة مهترئة غير قادرة أن تنفع ذاتها أو بلدها ومجتمعها، بل ولن تكون مؤهلة أن تخدم هذا الدين، وربما يتنازل صاحبها عن بعض المبادئ المهمة به، فيسمع قول الله (سبحانه وتعالى): ﴿فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ﴾، فلا يستطيع القيام من المجلس الذي به معاصٍ أو حتى إنكارها.
وفي المقابل ما صفات النفس الواثقة؟
أن يكون لدى الشخص طمأنينة داخلية، متفقة مع مشاعره وسلوكه وأفكاره في توازن، ويعرف معنى التواضع حين يكون قادرًا على عدم التنازل، ويفهم معنى الإيثار على أنه العطاء مع وجود القدرة على المنع، وليس العطاء لمجرد الاضطرار، وأن يكون هادئًا قادرًا على أن يعبِّر عن رأيه للآخرين بوضوح ولباقة، وأخيرًا لا يهاب أحدًا ولا يكبر غير الله.
فلذلك تعدُّ النفس الواثقة المطمئنة مطلبًا دينيًّا، لنستطيع تحقيق حكمة الله على الأرض، وكذلك تجد راحة داخلية، وراحة مع نفسك، وتصير خاليًا من التكبُّر أو الغطرسة أو الذلة والخنوع، وبل وتضمن الوقاية من العديد من الأمراض النفسية.
الفكرة من كتاب نحو نفس مطمئنة واثقة
في هذا العصر الذي تتخبَّطنا فيه الهموم والمشاكل، يسعى الجميع نحو نفس مطمئنة وهادئة، لا يشوبها خوف أو قلق وتتمتَّع بالثقة، حتى تستطيع مواجهة صعوبات الحياة، ولتحقيق هذا الهدف إليك بعض الخطوات العملية، على هدي السنة واقتداءً بتعاملات سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومن فَهم النفس واحتياجاتها، وكيف تزكيها وتنمي الثقة بها.
مؤلف كتاب نحو نفس مطمئنة واثقة
طارق بن علي الحبيب: طبيب نفسي سعودي، ولد في محافظة عنيزة في منطقة القصيم، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الملك سعود، ثم واصل دراساته العليا في الطب النفسي في أيرلندا وبريطانيا، وتتركَّز اهتماماته العلمية في علاج الاضطرابات الوجدانية وفي مهارات التعامل مع الضغوط النفسية وفي علاقة الدين بالصحة النفسية.
وهو بروفيسور، واستشاري الطب النفسي، والمشرف العام على مراكز “مطمئنة” الطبية، وبروفيسور واستشاري الطب النفسي في كلية الطب والمستشفيات الجامعية في جامعة الملك سعود في الرياض، ومستشار الطب النفسي للهيئة الصحية في إمارة أبوظبي، وكذلك أستاذ متعاون وممتحن لطلاب الماجستير والدكتوراه بكلية الطب بجامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية.
ويشغل منصب محكم علمي معتمد في المجلة العلمية لمنظمة الصحة العالمية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وكذلك في العديد من المجلات الطبية الأخرى، وأمين عام المجلس التنفيذي لمؤتمرات العلاج بالقرآن بين الدين والطب، ومستشار لجنة الطب النفسي والعلاج الروحي في الاتحاد العالمي للطب النفسي.
له عدة مؤلفات، من أشهرها:
كيف تحاور؟
التربية الدينية في المجتمع السعودي.
الفصام.
مفاهيم خاطئة عن الطب النفسي.
العلاج النفسي والعلاج بالقرآن.
الطب النفسي المبسَّط.
علَّمتني أمي.