التعامل مع الآخرين
التعامل مع الآخرين
إن التعامل مع البشر من الفنون الإنسانية التي تحتاج إلى اكتساب مهارات معيّنة، المهم أن يكون هدفك من التعاملات هو تحقيق السعادة والراحة لنفسك وللآخرين.
ونحن حين نتعرف إنسانًا جديدًا نمر بأربعة مشاعر، حاول أن تتذكّر مواقف لكي تسترجع هذه المشاعر معنا، فأحيانًا قد تشعر بالارتياح العقلي والارتياح الوجداني وهذا يحقق لك المتعة والتناغم مع الشخص الذي أمامك، ويعتمد على مدى تطابقكما أو اشتراك الاهتمامات والميول الفكرية، وقد ينتابك إحساس آخر وهو الرغبة في الاستماع والتعاطف الشديد مع الطرف الآخر، لا سيما إذا كانت الذات الوالديَّة نشطة لديك في مقابل تفعيله هو لذات الطفولة.
وهناك شعور ثالث وهو عدم الاهتمام الكامل وعدم الحماس، أي أن الإنسان الذي أمامك لا يثيرك في أي شيء، وهذا قد يحصل بسبب اختياره لذات غير ملائمة في الحديث معك، فقد تكون ذاتك النشطة وقتها لم تتقبله، أما الحالة الأخيرة فهي شعورك برفض الشخص والنفور منه، وعادة ما يكون هذا بسبب تحدّثه بشكل غير لائق، مع العلم أن هذا الإحساس ينتابنا جميعًا مع نوعيات معينة من الناس لا سيما لو شعرنا بالتوائهم وعدم صدقهم.
إنّ العلاقات الإنسانية تحتاج إلى قدرٍ من الذكاء عن طريق استخدام الذات الملائمة للذات النشطة لدى الآخرين، فالمطلوب منك أن تدرس الذات النشطة في الأشخاص الذين تتعامل معهم حتى لا يحصل التصادم بينكم، فشخصية الإنسان الذي أمامك وطبيعة ثقافته ومزاجه، وطبيعة المواقف أيضًا، كلها حالات تدلك على كيفية استخدام الذات المناسبة.
إن مفتاح علاقاتنا موجود في أيدينا، وذات البالغ خصوصًا هي التي ستحدد لك النقطة التي تنطلق منها، وبالتدريب سوف تستطيع الانتقال بين حالات الذات الثلاثة.
إننا جميعًا بحاجة إلى المحبة والتواصل والاعترافات الإيجابية من الآخرين، أو حتى الاعترافات السلبية، لأنها في النهاية تخبرنا عن وجودنا، ولكننا نفضل الاعترافات الإيجابية ومشاعر الود ونحتاج إلى إشباع غرائزنا ونحتاج إلى الحصول على قبول الآخرين والانتماء لهم، وباختصار شديد نحن نريد أن نُلاحَظ.
الفكرة من كتاب مباريات سيكولوجيّة
يتحدّث الكاتب في كتابه عن ثلاثة أنواع للذات التي توجد بداخلنا، أولها: الذات الوالديَّة التي نتصرّف بها بناء على تأثرنا في السنوات الأولى بالشخصيات الوالديَّة والتي يرمز لها عادة بالرمز (واو)، والذات الثانية: ذات الطفولة التي تتحيز للانفعال والمشاعر والأحاسيس، ويرمز لها بالرمز (طاء)، وأخيرًا.. ذات البالغ التي يكون فيها تفكير الشخص رشيدًا موضوعيًّا، ويرمز لها بالرمز (باء)، هذه الذاوات هي التي تحرك كل شخص فينا وتفسر تصرفاته، وهذا ما سيبينه لنا الكتاب بالتفصيل.
مؤلف كتاب مباريات سيكولوجيّة
عادل صادق عامر عبد الله: طبيب نفسي ألَّف كثيرًا من الكتب في علم النفس، ولد في 9 أكتوبر عام 1943، وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وحصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن.
من أبرز مؤلفاته:
مشكلات عاطفيّة.
في بيتنا مريض نفسي.
حكايات نفسيّة.
روعة الزواج.