الخلطة السرية
الخلطة السرية
هناك علامات أخرى تدل على حب الله للعبد منها حب الصالحين، فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): “إن الله تعالى إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض”، ويرزق الله أيضًا من يحبه الأمان والرضا والسكينة والحكمة، ويُبتلى ويُعرقل لكنه يرضى لأنه عبد حقيقي وليس عبد النعمة.
ما أجمل تلك العلاقة التي يملؤها الحب، فهي رأس الطير، لكنها تحتاج إلى جناجين، فالحب أكبر محرك فيها، لكن قد يقل مع الوقت، لذا ففي الخلطة السرية مزيج من المحركات، الحب وهو الأهم، والرجاء والخوف، فالرجاء مُحفز قوي للعطاء، لكنه يؤدي دون الخوف إلى التراخي، فالخوف يؤدي إلى نتائج إيجابية لكن دون رجاء وحب يؤدي إلى التعب النفسي والبدني أو الإحباط، لذا لا بد من التوازن واستخدام الشيء الصحيح في الوقت الصحيح، فنستخدم الخوف وقت الهزيمة أمام النفس الأمارة بالسوء، والرجاء وقت القنوط من رحمة الله، ووقت العودة إلى الله، فيراودنا الشيطان أن لا توبة بعد هذا البُعد، لكن بسلاح الرجاء نتغلب على مكره.
ولأن الله هو خالقنا ويعلم مُحركاتنا ودوافعنا، فعندما أنزل القرآن، لم يُنزل المحرمات أولًا، فما الذي يدفع الناس لتركها، لكن أنزل عن الساعة، والدليل قول السيدة عائشة بنت أبي بكر: “إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدًا، ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدًا،
لقد نزل بمكة على محمد (صلى الله عليه وسلم) وإني لجارية ألعب: ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده”، فالله أراد بناء تصوُّر عن الحياة في الجنة وفي النار ليخشى الناس النار ويرجوا الجنة، فينطلقوا نحو الطريق الصحيح.
الفكرة من كتاب إلى الله: رحلة في خمسة أيام
هل تأتي معنا في رحلة؟ بالطبع سأخبرك بالوجهة، رحلتنا سوف تكون إلى الله، وسيصطحبنا في هذه الرحلة صاحبنا عُمر، شاب لم يكن يُصلِّي فرضًا، ولا حتى صلاة الجمعة، ولا يعرف عن صيام رمضان سوى السحور والإفطار والنوم من الفجر حتى المغرب، وبعد الإفطار يذهب إلى أصدقائه ليلعبوا (بولة استميشن)، ولا مانع من شرب الشيشة والحشيش، نعم كل ذلك في رمضان، وله حبيبة أيًّا كانت في علاقة غير شرعية، قلبه كان أعمى لكن الله (عز وجل) أعاد إليه بصيرته، فقد أعطاه فرصة تشبَّث بها وخاض رحلته إلى الله، يبعث الله إلينا أيضًا العديد من الفرص، لنتعرَّف كيف نتشبَّث بها كصديقنا عُمر، ونجد الطريق الصحيح إلى الله.
مؤلف كتاب إلى الله: رحلة في خمسة أيام
أمير منير: مُنشئ محتوى ديني، حاصل على درجة البكالوريوس في الصيدلة، وقد عمل في المجال لفترة لكن سرعان ما ترك المجال واتجه إلى التدريس، وبعد فترة ترك التدريس ليشقَّ طريقه في مجال الدعوة، ومنذ البداية وهو يستهدف الشباب، لذلك اختار طريقًا جديدًا للدعوة سلكه عبر فيسبوك وإنستجرام وتويتر، ويتواصل مع متابعيه عبر فيديوهات تتسم بالبساطة والحس الفكاهي، واختار لها عناوين مُرتبطة بالموضوعات الرائجة لجذب الشباب.