أن تُحب الله
أن تُحب الله
لكي نحب الله علينا أن نعرفه أولًا عبر خطوتين: الخطوة الأولى استشعار النعم، فكم من نعمة أنعم الله بها علينا ونعتبرها حقًّا مكتسبًا! ونعم الله لا تُعد ولا تُحصى، فعند المرض نُدرك نعمة نبض القلب، وصحة النفس واللسان والعظام والمخ واليد؛ النعم التي نستخدمها لارتكاب المعاصي لكن لا يزال الله يمنُّ علينا بها، وأنزل لنا الماء لتخرج لنا ثمرات متعددة الأشكال والألوان والأطعم، وخلق لنا الأنعام نركبها ونأخذ جلودها ونأكل لحومها ونشرب من لبنها، وترك لنا في بطن الأرض المعادن لنبني بها حضاراتنا، وجعل بيننا علاقات منها الزواج؛ علاقة بين ذكر وأنثى يجمع بينهما المودة والرحمة ويكون نتاجها الأولاد والأحفاد، وكرأي آبائنا وأجدادنا لن نستشعر قيمة هذه النعمة إلا عندما يُصبح لدينا أطفال وأحفاد.
بعد استشعار النعم ننتقل إلى الخطوة الثانية لنتعرَّف فيها على أسماء الله (عز وجل) وصفاته، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) “إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ”، ولكن أين نجدها؟ من أمثال العرب: “المرء مخبوء تحت لسانه فإن هو تكلم ظهر”، لذلك لنعرف الله علينا أن نعود إلى كلام الله وسنة نبيه، فالله أنعم علينا بالقرآن، ليخرجنا من الظلمات إلى النور، وليهدينا إلى الصراط المستقيم، يبشرنا بالجنة، ويعظنا بتذكُّر ما أعدَّه للكفار في النار، وينقِّي صدورنا من أمراض الحقد والحسد والكِبر، وغيرها من الأمراض التي تُصيب النفس، وأكرمنا أيضًا بالسنة التي يُشكك في صحتها البعض ويدعو إلى الالتزام بالقرآن فقط، وقد ذكر تعالى في كتابه: ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾، فمن أين علمنا عدد الركعات ومناسك الحج ونصاب الزكاة وغيرها؟
بعد اتباع تلك الخطوات متى نعلم أننا أصبحنا فعلًا نُحب الله؟ هناك علامات رؤيتها كلها أو بعضها تدل على اتباع الطريق السريع، تلك العلامات هي: حب كلام الله، وكثرة الذكر، والتقرب إليه بالنوافل، ومحبة ما يحبه والبعد عما يكرهه، والانكسار بين يديه، فهو المولى ونحن العباد، والاشتياق إلى الخلوة لتدبُّر كتابه، وتقويم النفس وطلب الغفران من الله.
الفكرة من كتاب إلى الله: رحلة في خمسة أيام
هل تأتي معنا في رحلة؟ بالطبع سأخبرك بالوجهة، رحلتنا سوف تكون إلى الله، وسيصطحبنا في هذه الرحلة صاحبنا عُمر، شاب لم يكن يُصلِّي فرضًا، ولا حتى صلاة الجمعة، ولا يعرف عن صيام رمضان سوى السحور والإفطار والنوم من الفجر حتى المغرب، وبعد الإفطار يذهب إلى أصدقائه ليلعبوا (بولة استميشن)، ولا مانع من شرب الشيشة والحشيش، نعم كل ذلك في رمضان، وله حبيبة أيًّا كانت في علاقة غير شرعية، قلبه كان أعمى لكن الله (عز وجل) أعاد إليه بصيرته، فقد أعطاه فرصة تشبَّث بها وخاض رحلته إلى الله، يبعث الله إلينا أيضًا العديد من الفرص، لنتعرَّف كيف نتشبَّث بها كصديقنا عُمر، ونجد الطريق الصحيح إلى الله.
مؤلف كتاب إلى الله: رحلة في خمسة أيام
أمير منير: مُنشئ محتوى ديني، حاصل على درجة البكالوريوس في الصيدلة، وقد عمل في المجال لفترة لكن سرعان ما ترك المجال واتجه إلى التدريس، وبعد فترة ترك التدريس ليشقَّ طريقه في مجال الدعوة، ومنذ البداية وهو يستهدف الشباب، لذلك اختار طريقًا جديدًا للدعوة سلكه عبر فيسبوك وإنستجرام وتويتر، ويتواصل مع متابعيه عبر فيديوهات تتسم بالبساطة والحس الفكاهي، واختار لها عناوين مُرتبطة بالموضوعات الرائجة لجذب الشباب.