تربية النفس
تربية النفس
بعد إحياء النفس اللوامة لا بد من تقويم النفس الأمارة بالسوء، فقد قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾، لذا سنخالف هواها ليس في المحرَّمات فقط، بل في الراحة والمباح، فنحصل على الحد الأدنى، مع وجود إجازة من فترة إلى أخرى نزيد فيها من الراحة والمباح مع الامتناع عن المحرَّمات التي في حالة ارتكابها سنعاقب النفس، فأحد الصالحين كان يغتاب، ولتقويم نفسه قرَّر أن يصوم كلما اغتاب، لم يجدِ الأمر نفعًا فقرَّر إخراج صدقة كلما اغتاب، فقال غلبني حب المال فتوقَّفت عن الغيبة، لذا اختار أصعب عبادة لتأديب النفس الأمارة بالسوء، كل ذلك لإرضاء الله وليس الناس، فكثرة ذكر العبادات لكسب رضا الناس يجعل العبادة غير خالصة لله، لذا وجب الحذر، لا تنظر إلى الناس فتجد من يلبس رداء التقوى يرتكب ما ينهى عنه فتخور العزيمة أو تجد من يخالف السنة، فالحق حق وإن لم يفعله أحد والباطل باطل ولو فعله أتقى الناس.
فدعنا نمضِ إلى الفردوس، فلن نكتفي بكسب رضا الله، فكلما كان الهدف عظيمًا، زاد التعلق به، ومع الله نضع أهدافًا أكبر من قُدرتنا، فنحن نحبه، أليس كذلك؟ ولكن أي درجة من الحب؟ العلاقة أي مجرد التعلق؟ الإرادة أي الميل وطلب الرضا، أم الصبابة أي عدم القدرة على التحكم بتدفق الحب للمحبوب؟ هل هي درجة غرام؟ أي يلازمنا في كل أحوالنا، أم مودة حب صافٍ من أي مصلحة؟ هل وصل إلى الشغف فأحاط حبه قلوبنا، أم عشق فأصبح البُعد عنه يُصيبنا بالجنون، نتيَّم فنتذلَّل لننال الرضا، أما أعلى درجة وصل إليها البشر وهي العبودية فهي تمام الذُّل والطاعة، وتوجد الخُلَّة أي تخلُّل الحب كل ذرة من ذرات القلب، وهذه لم يصل إليها سوى سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد (عليهما صلوات الله وسلامه).
الفكرة من كتاب إلى الله: رحلة في خمسة أيام
هل تأتي معنا في رحلة؟ بالطبع سأخبرك بالوجهة، رحلتنا سوف تكون إلى الله، وسيصطحبنا في هذه الرحلة صاحبنا عُمر، شاب لم يكن يُصلِّي فرضًا، ولا حتى صلاة الجمعة، ولا يعرف عن صيام رمضان سوى السحور والإفطار والنوم من الفجر حتى المغرب، وبعد الإفطار يذهب إلى أصدقائه ليلعبوا (بولة استميشن)، ولا مانع من شرب الشيشة والحشيش، نعم كل ذلك في رمضان، وله حبيبة أيًّا كانت في علاقة غير شرعية، قلبه كان أعمى لكن الله (عز وجل) أعاد إليه بصيرته، فقد أعطاه فرصة تشبَّث بها وخاض رحلته إلى الله، يبعث الله إلينا أيضًا العديد من الفرص، لنتعرَّف كيف نتشبَّث بها كصديقنا عُمر، ونجد الطريق الصحيح إلى الله.
مؤلف كتاب إلى الله: رحلة في خمسة أياممؤلف كتاب
أمير منير: مُنشئ محتوى ديني، حاصل على درجة البكالوريوس في الصيدلة، وقد عمل في المجال لفترة لكن سرعان ما ترك المجال واتجه إلى التدريس، وبعد فترة ترك التدريس ليشقَّ طريقه في مجال الدعوة، ومنذ البداية وهو يستهدف الشباب، لذلك اختار طريقًا جديدًا للدعوة سلكه عبر فيسبوك وإنستجرام وتويتر، ويتواصل مع متابعيه عبر فيديوهات تتسم بالبساطة والحس الفكاهي، واختار لها عناوين مُرتبطة بالموضوعات الرائجة لجذب الشباب.