إهمال العمل بتعاليم القرآن والسنة
إهمال العمل بتعاليم القرآن والسنة
إن القرآن الكريم كتاب مبارك خلق من الهباء أمة ضخمة بتعاليمه التي أعادت بناء الإنسانية من جديد، لولاه لظل عالمنا يتدحرج مع الخرافات التي تاهت العقول وبلغت الحضيض، لكن الله أنقذ أمتنا من الزيغ، وأنزل القرآن هدية هدى به الخلق أجمعين في كل مكان وزمان، ومع أن المسلمين يشعرون بقيمة هذا، إلا أن شعورهم يأخذ طريقًا مبهمًا ساذجًا جعل الصلة بالقرآن مجرد التعبد بالألفاظ، ولكن هذا ليس فقط ما نزل الله القرآن من أجله، بل أنزله الله لنتدبر معانيه ونعمل بأوامره ونواهيه، ويرسم لنا بتعاليمه الطريق الصحيح إلى النجاة في الدنيا والآخرة، فالقرآن ليس مجرد ألفاظ تتلى بل هو دستور رباني يوجهنا إلى بناء الأفراد والأمم عن طريق تهذيب الأنفس وصوغها على معرفة الله والتهيؤ لملاقاته، وأيضًا عن طريق الأحكام التي فصلها للناس في كل شئونهم حياتهم الخاصة منها والعامة.
إذًا؛ فهو ليس مجرد مصحف جيب أو آيات معلقة على جدران البيت نتبرك بها، فالقرآن يبني الأفراد والأمم، التي لو عملت بتوجيهاته لكانت أقوى الأمم، وكان المسلمون معه أقوى في كل مناحي الحياة ولهم شأن آخر، ولكن المسلمون اتخذوا هذا القرآن مهجورًا فكان هذا سر تعطلهم.
أما السنة النبوية فهي تحمل كنوزًا لا مثيل وحصر لها من الحكمة والمعرفة والأدب والأخلاق، ولكن استخراج هذه الكنوز يحتاج إلى العين البصيرة، فقد كان سلفنا الأول أحسن منا فهمًا للإسلام وعملًا به ووعيًا لأصوله؛ لذا رأينا منهم قادة وفاتحين عظماء، ونحن لن نبلغ مبلغهم إلا إذا استردت السنة مكانتها الأولى.
ومن المؤسف أنه قد انتشرت خلال القرون السابقة في السنة النبوية أحاديث كثيرة، بعضها أحاديث موضوعة، وبعضها ضعيفة، وبعضها صحيحة، لكن بعض العقول الفاسدة القاصرة حرفت معانيها أو فهمتها على غير مرادها، فأصبح ضرها أكبر من نفعها، وكان إقبال العامة على هذه الأحاديث صارفًا لهم عن الانشغال بالقرآن نفسه، مع أن القرآن هو الأصل الأول للإسلام.
كذلك الفقه والعقائد، نالها ما نال التعصب المذهبي وغيره وتطرقت الخرافات إليها، ولن يصفو لنا فقه أو عقيدة إلا بتنقية تلك الأوهام ونبذ التعصب من ثقافتنا الإسلامية.
الفكرة من كتاب الإسلام والطاقات المعطلة
“إن السر في التصدع النفسي والعقلي الذي جعل طاقات أمتنا معطلة، وجعلنا كالغرباء في أرضنا.. السر في هذا التبلد هو عدة رواسب تكونت على مدى القرون”..
يقف بنا هذا الكتاب على جوانب مختلفة يقارن فيها الغزالي بين طبيعة الدين وواقع الأمة، يبرز فيه المرض ويشخص الدواء، لنقف على أسباب جمود الأمة الإسلامية وسر كبوتها، وكيف تنطلق كيف تتحول من أمة لا تحسن الاستفادة من كنوزها المادية والأدبية إلى أمة فعالة نشطة تمتلك في قبضة يديها رخاء العالم كما كانت أولًا..
مؤلف كتاب الإسلام والطاقات المعطلة
محمد الغزالي (1917 – 1996): عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدُّ من المفكرين والدعاة المجددين الذين حاربوا التشدد والغلو في الدين.
تخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وتخصص بعدها في الدعوة والإرشاد، ولُقب بـ”أديب الدعوة”، وتقلَّد عدة مناصب بالأزهر ووزارة الأوقاف، كما عمل أستاذًا بالتدريس الجامعي في جامعات عدة في مصر وقطر والسعودية والجزائر، ونال العديد من الجوائز أبرزها: جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية.
ألف عددًا كبيرًا من الكتب في تجديد الفكر الإسلامي والأخلاق والآداب الإسلامية ومحاربة التعصب، منها:
جدد حياتك.
خلق المسلم.
سر تأخر العرب والمسلمين.