قلق الإنترنت
قلق الإنترنت
وبالحديث عن الفائض في العالم لا يمكن غضُّ الطرف عن الإنترنت، فقد أصبح البشر متصلين بالتقنية أكثر من أي وقت مضى، وكل هذه التغيرات الجذرية قد حدثت خلال عقد واحد فقط؛ ففي عام 1995م لم يكن أحد يستخدم الإنترنت مقارنةً بعام 2017م الذي أصبح فيه أكثر من نصف سكان الكوكب متصلين بالإنترنت، كل هذا جعلنا أشبه بالنظام العصبي المتصل بعضه ببعض عن طريق عقل العالم (الإنترنت)، ونحن الخلايا العصبية المثقلة بفائض من المعلومات والقلق المتبادل فيما بينها في كوكب متوتر على وشك الانهيار، إذ إن فكرة الاتصال العصبي هذه وعلى الرغم من إيجابياتها في تقصير المسافات بيننا، تجعل من سعادتنا وتعاستنا شعورًا جمعيًّا فيما يعرف بنظرية المرايا، أي إن مشاعرنا تنعكس بشكل جمعي، فإن ذعر البعض بسبب حادث شنيع يذعر باقي الناس رغم بعدهم عن الحادث، وهكذا يصبح القلق والغضب شعورًا جماعيًّا حتى لو لم يرتبط الجميع واقعيًّا بالحدث المؤدي إلى هذه المشاعر، إضافةً إلى ذلك تجعلنا شبكات التواصل في قلق دائم حول صورتنا الشخصية أمام الناس، فنشعر وكأننا سهم في البورصة؛ كلما تحلَّق حولنا الناس ارتفعت قيمتنا، ولكن يجب أن نستمدَّ قيمتنا من أنفسنا التي نعرفها أكثر من أي غريب على الإنترنت،
وألا نستخدم المقارنات السامة بينها وبين الآخرين، وكذلك يجب تدريب النفس على التقشُّف في استخدام شبكات التواصل والتأكُّد من أن تكرار تفقُّد الهاتف لن يضيف الجديد، بل يستهلك طاقتنا، وأن نعلم أن الأشياء على الإنترنت هي نسخ للعالم الحقيقي وليست هي الحقيقة، وأن الناس ليسوا فقط آراءهم على شبكات التواصل فلا نحكم عليهم بالكامل من خلالها، وأما الصداقة فيمكن تكوينها على الإنترنت ولكن
يظل الواقع هو مجال اختبار صدقها، وعلينا ألا نتابع الأشخاص والأشياء التي تجعلنا تعساء، أو أن نؤجل مهامنا لأجل الإنترنت، أو يتحوَّل أحدنا إلى شخص نخجل منه من خلال التخفِّي وراء اسم مستعار، وأيضًا ألا نحاول نشر
كل بياناتنا الشخصية على الإنترنت.
الفكرة من كتاب ملاحظات حول كوكب متوتر
إن كنت تعاني من القلق سواء المَرضي أو العابر، وتشعر بأنك في حاجة دائمة إلى الهروب من ذاتك ومن هذا الشعور الثقيل الجاسم على صدرك الذي يمنعك من ممارسة حياتك بشكل سلسٍ هادئ، ربما عليك أن تبدأ بترك الانغماس في الملهيات ومواجهة هذا الشعور ومعرفة أسبابه مهما بدت لك خفية ومجهولة؛ فالكاتب يؤكِّد أن هناك أسبابًا تربط بين نمط المعيشة في عالمنا المعاصر وبين انتشار القلق والاضطرابات النفسية، لذا يجب عليك التحرُّر من الشعور بالذنب، وبأن مسؤولية قلقك تقع كاملة على عاتقك، وأن تبدأ في التعرُّف على بعض تلك الأسباب والتغيرات التي طرأت على عالمنا المعاصر ومن ثَمَّ طرق التحرُّر منها بمساعدة مات هيغ الذي مرَّ بتلك التجربة من قبل.
مؤلف كتاب ملاحظات حول كوكب متوتر
مات هيغ: كاتب وصحفي وروائي بريطاني ولد عام 1975م، له العديد من المؤلفات التي ترجمت إلى أربعين لغة، كما أنه من المهتمين بالتوعية النفسية، ويظهر هذا في مؤلفاته.
من مؤلفاته:
أسباب للبقاء حيًّا.
كتاب الراحة.
معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مترجم وشاعر سعودي من أصل يمني، ولد عام 1991م، ترجم العديد من الكتب والمؤلفات الأدبية المميزة.
ومن ترجماته:
أسباب للبقاء حيًّا.
سَنة القراءة الخطرة.