حياةٌ فائضة

إن فكَّرت فيما تحمله بين يديك الآن؛ مثلًا كتابًا أو هاتفًا نقالًا، هل تعلم كم نوعًا متوافرًا في عالمنا المعاصر من هذين الصنفين فقط! والحقيقة المؤلمة أنك لن تستطيع أن تقتني كل الهواتف الذكية، أو حتى أن تقرأ كل الكتب الموجودة بالعالم؛ فنحن نغرق في الكتب والمسلسلات وفي فائض من المعلومات والعمل ونشرات الأخبار، ومنها إلى فائض من المخاوف والأفكار، وعلى الرغم من هذا فنحن لا نستطيع إلا أن نقرأ كتابًا واحدًا أونشاهد مسلسلًا واحدًا في الوقت ذاته، فلقد تمكنَّا من مضاعفة كل شيء حولنا ولكننا لم نضاعف ذواتنا، ولكي نستمتع بالعالم علينا أن نبدأ في التوقُّف عن التفكير في الأشياء التي لن نتمكَّن من عملها أو الحصول عليها، وأن نبدأ العيش في حدودنا البسيطة، والأشياء التي نستطيع فعلها وأن نفكِّر على مستوى بشريتنا، والتوقُّف عن اللهث وراء حيوات متوازية، وهنا فقط يمكننا أن نتوقَّف عن الهلع، وعلى ذكر الهلع فإن نوبات الهلع تحدث نتيجة لهذا الفيضان من الخوف والأفكار، فالأفكار المتدافعة والخفقان وضيق الصدر، وعدم القدرة على التنفُّس من أعراض نوبة الهلع، ولكن العرض الأهم هو الإحساس بتبدُّد الواقع وكأن المرء قد فقد ذاته،

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ونوبة الهلع قد تأتي كنذير  بأن الوضع الحالي غير مناسب للشخص ويهدِّد أمنه الداخلي، ولتحمي نفسك من نوبات الهلع عليك أن تعتني بنفسك كأنها طفلك وتتفقَّد ما تحتاجه حقًّا وما يمكنه أن يسبب فائضًا في أفكارك الذي هو أساس النوبات، ولتبدأ في تنظيم عقلك واحتياجاتك، وتتوقَّف عن الاتصال لبعض الوقت بالمدخلات الكثيرة مثل الإنترنت، وإن حدثت نوبة الهلع فتوقَّف عن محاولة السيطرة عليها ودعها فقط تحدث، وتقبَّل شعورك بالخوف لأنه أمر طبيعي، وحاول أن تلاحظ المكان من حولك وما تسبَّب لك في الضيق مثل الضوضاء فتذهب إلى مكان أكثر هدوءًا، أو حاول النظر إلى السماء أو الذهاب إلى مكان طبيعي، وحاول أيضًا ممارسة الرياضة أو الاستماع للأصوات الهادئة كصوت الأمواج، والأهم أن تحاول التنفُّس بعمق وملاحظة نفسك، وأن تعي بوجودك.

إن كنت تعاني من القلق سواء المَرضي أو العابر، وتشعر بأنك في حاجة دائمة إلى الهروب من ذاتك  ومن هذا الشعور الثقيل الجاسم على صدرك الذي يمنعك من ممارسة حياتك بشكل سلسٍ هادئ، ربما عليك أن تبدأ بترك الانغماس في الملهيات ومواجهة هذا الشعور ومعرفة أسبابه مهما بدت لك خفية ومجهولة؛ فالكاتب يؤكِّد أن هناك أسبابًا تربط بين نمط المعيشة في عالمنا المعاصر وبين انتشار القلق والاضطرابات النفسية، لذا يجب عليك التحرُّر من الشعور بالذنب، وبأن مسؤولية قلقك تقع كاملة على عاتقك، وأن تبدأ في التعرُّف على بعض تلك الأسباب والتغيرات التي طرأت على عالمنا المعاصر ومن ثَمَّ طرق التحرُّر منها بمساعدة مات هيغ الذي مرَّ بتلك التجربة من قبل.

مات هيغ: كاتب وصحفي وروائي بريطاني ولد عام 1975م، له العديد من المؤلفات التي ترجمت إلى أربعين لغة، كما أنه من المهتمين بالتوعية النفسية، ويظهر هذا في مؤلفاته.
 
من مؤلفاته:
 
أسباب للبقاء حيًّا.
كتاب الراحة.
 

معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مترجم وشاعر سعودي من أصل يمني، ولد عام 1991م، ترجم العديد من الكتب والمؤلفات الأدبية المميزة.
 
ومن ترجماته:
 
أسباب للبقاء حيًّا.
سَنة القراءة الخطرة.