فئات الصهيونية ومنظَّماتها
فئات الصهيونية ومنظَّماتها
في الحديث عن الحركة الصهيونية، يمكننا تقسيم التاريخ إلى مرحلتين: الأولى ما قبل هرتزل وبلفور والثانية بعدهما؛ المرحلة الأولى السابقة لهرتزل وبلفور انقسمت الصهيونية فيها إلى فئتين، أولًا: صهيونية غير اليهود، وثانيًا: صهيونية أثرياء اليهود، وتسمى الصهيونية الخيرية، والفئتان تنتميان إلى الصهيونية التوطينية، لكن مع بداية المرحلة الثانية بعد هرتزل وبلفور، تحوَّلت الصهيونية التوطينية إلى ما يسمى بـ”صهيونية الشتات” أو “الدياسبورا”، وصهيونية العالم الغربي ومهمتها دعم المستوطن الصهيوني ماليًّا وسياسيًّا.
في هذا الإطار ظهرت العديد من الفئات في أوساط اليهود، ومنها ما أسماه الكاتب “الصهيوني اليهودي غير اليهودي”، وهم بعض زعماء الحركة الصهيونية ومؤسسيها الذين فقدوا الإيمان الديني ولا يمارسون الشعائر اليهودية، لكنهم يبقون اليهودية كهوية ربما اضطرارًا في بعض الأحيان، وبخاصَّةٍ حين بدأ الحديث عن تهديد اليهود للأمن القومي واضطرارهم إلى إيجاد حل لما عرف حينها بالمسألة اليهودية.
أما الفئة الثانية فهي “أثرياء الغرب اليهود”، وهم بمنزلة القيادة نظرًا إلى نفوذهم المستمد من الثروة والحضور في مواقع مهمة داخل التشكيل الحضاري الغربي، ويلعب هؤلاء دور الوسطاء والمتشفِّعين لأعضاء الجماعات اليهودية عند الحكام والسلطات الرسمية، وتحوَّلت هذه الفئة في مرحلة ما بعد بلفور إلى ما يسمى بـ”الصهيونية العامة”، وأصبح الصهاينة العموميون يلتزمون الحد الأدنى للصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة ويرفضون التيار الديني.
ثم نأتي إلى الصهيونية التصحيحية، والتي ظهرت داخل المنظمة الصهيونية عام 1923، من قبل بعض العناصر المتشبِّعة بالفكر الليبرالي والفكر السياسي الفاشي، فأرادوا الهيمنة على عمليات الاستيطان وطرح هيمنة الصهاينة الليبراليين في الخارج على النشاط الدبلوماسي جانبًا، وقد شارك هذه الرؤية تيار آخر ظهر في ذات العام خلال المؤتمر الصهيوني الثالث عشر، وهو “الصهيونية الراديكالية” احتجاجًا على ما رأوه مهادنة من حاييم وايزمان أول رئيس لدولة إسرائيل للحكومة البريطانية.
أما التيار التصحيحي الشبابي، ويسمي “بيتار”، وهو اختصار عبري “لحلف تروبلدور”، فقد توجَّهوا إلى إعداد الشباب اليهود للحياة في فلسطين بتدريبهم على الأعمال الاستيطانية مثل الزراعة والتدريب العسكري، وأخيرًا يتبقَّى لنا ذكر “الصهيونية الإثنية العلمانية”، وهي الفئة التي ترى أن المشروع الصهيوني يجب أن يحافظ على البعد الإثني اليهودي مهما كان توجُّهه السياسي أو الاقتصادي.
الفكرة من كتاب بروتوكولات حكماء صهيون: النص الكامل للمخطوطات الصهيونية للسيطرة على دول العالم
في عام 1897م، عقد الاجتماع الأول بين زعماء الصهيونيين لدراسة الخطط التي تؤدي إلى تأسيس مملكة صهيون العالمية، بقيادة زعيمهم هرتزل وبحضور ثلاثمائة من أعتى حكماء صهيون ممثلين عن خمسين جمعية يهودية، ومنذ ذلك الوقت عقد ثلاثة وعشرون اجتماعًا بين زعماء الصهيونيين، لتقرير الخطة السرية لاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داوود، فكان آخرها المؤتمر الذي عقد في الرابع عشر من أغسطس 1951م، لبحث مسألة الهجرة إلى إسرائيل ومسألة حدودها، وهذه الخطط هي سبب وضع هذا الكتاب.
في هذا الإطار يروي الكتاب تاريخ إنشاء الحركة الصهيونية ومراحل تكوُّنها، كما يشتمل على شرح الخطط المتفق عليها، والتي تتلخَّص في تدبير الوسائل للقبض على زمام السياسة العالمية من وراء القبض على زمام الصيرفة، وفي هذا كذلك تفسير للمساعي التي انتهت بقبض الصيارفة الصهيونيين على زمام الدولار في القارة الأمريكية ومن ورائها جميع الأقطار.
وعلى الرغم من أن الكثير من الجدل قد أثير حول الكتاب، حيث شكَّك البعض في صحة مصادره وشبَّهوا نصوصه بنصوص بعض الكتب التي سبقت ظهوره بنحو أربعين سنة، بينما رأى المرجِّحون بصحة الوثائق أنها لم تأتِ بجديد غير ما ورد في كتب اليهود المعروفة، مثل التلمود، وكتب سنن اليهود، فمما لا شك فيه كما يقول تشيسترفيلد: “إن السيطرة الخفية قائمة بتلك البروتوكولات أو بغير تلك البروتوكولات”.
مؤلف كتاب بروتوكولات حكماء صهيون: النص الكامل للمخطوطات الصهيونية للسيطرة على دول العالم
أوسكار ليفي: هو طبيب وكاتب يهودي ألماني، ولد في ستارجارد عام 1867م، وقد درس ليفي الطب في فرايبورغ، ثم ترك ألمانيا عام 1894م إلى المملكة المتحدة وأيرلندا، ولكنه عاد إليها مرة أخرى في 1915م.
وفي عام 1920م، عاد أوسكار ليفي إلى المملكة المتحدة مرة أخرى لكن تم ترحيله منها في العام التالي إثر تقديمه لمنشور معارض من كتابة جورج بيت، عندها انتقل ليفي إلى فرنسا.
عرف عن أوسكار كونه تلميذًا لفريدريك نيتشه، حيث تعرَّف على فكره للمرة الأولى عن طريق أحد مرضاه عام 1905م، وقد ترجم عددًا من أعماله إلى الإنجليزية، وكان من معاونيه فرنسيس بيركلي، وويليام هوسمان، وهيلين زيمرمان، وغيرهم، ولكن أهم أتباعه كان أنثوني لودوفيتش.
تُوفِّي ليفي عام 1946م بعد عودته إلى المملكة المتحدة حيث عاشت ابنته في أكسفورد مع زوجها ألبي روزنتال، وحفيده هو مقدِّم التلفزيون الرياضي جيم روزنتال.
معلومات عن المترجم:
محمد خليفة التونسي: من مواليد قرية تونس بمحافظة سوهاج في مصر عام 1915، تخرج في كلية دار العلوم وأنهى دراسته العليا بها عام 1955.
كتب التونسي الشعر منذ كان في المرحلة الثانوية، ونشر له عدد من الدواوين الشعرية مثل ديوان “العواصف”، وديوان “الأنوار المحمدية”، كذلك فهو من قدَّم أول ترجمة عربية لكتاب “بروتوكولات حكماء صهيون” وقدمه أستاذه الأديب المعروف “عباس محمود العقاد”.
كانت مهنة محمد التونسي الأساسية هي التدريس، ولكنه عمل في نهاية حياته بمجلة “العربي” في الكويت تحت رعاية الشيخ جابر الصباح حتى توفي عام 1988.