المستقبل والمال والأرق
المستقبل والمال والأرق
أحد القرارات الحاسمة في حياتك هو اختيار عملك الوظيفي، لأنه المسؤول عن طريقة كسب عيشك، ولهذا ينصح بالاستعانة بالإرشاد المهني، وهم أشخاص متخصصون في تقييمك واكتشاف المجال المناسب لك، فلن يفيدك التورط في مجال تشبع بالوظائف، بحيث لا يبقي لك فرصة للنمو، وتجنب أيضًا الفرص الضئيلة سواء كانت في العائد المادي أم في نسبة النجاح والتطور، وافحص جيدًا كل وظيفة أمامك حتى تنجح في اتخاذ القرار.
لا يمكننا الحديث عن العمل دون ربطه بحالتك المالية، غالبًا ما تكون المتاعب المالية أكبر المسببات للقلق، وهناك اعتقاد خاطئ بأن المشكلات المالية ستحل إذا زاد الدخل، وفي الحقيقة إن ذلك سيجلب أيضًا إنفاقًا ورغبات أكثر، هناك نصائح أكثر عملية وواقعية، أولًا اجلس واحصر جميع أوجه إنفاقك الشهري ودونها، ثانيًا خصص ميزانية تتضمن كل احتياجاتك التي دونتها.
ثالثًا تحر الحكمة والترشيد في الإنفاق، فلا تسرف في أمور تافهة، أما رابعًا فلا تشغل بالك ولا تمن نفسك بالزيادات فتتطلع إليها وتفسد خطتك، ثم خامسًا اقتطع رصيدًا من راتبك واحتفظ به لوقت الشدة والمصائب المفاجئة، وسادسًا ضع في حساباتك مصاريف علاج الأمراض والحريق والطوارئ، وأخيرًا علم أبناءك المسؤولية كي لا ينشؤوا مسرفين لا يستطيعون التحكم في رغباتهم.
لو كنت تعاني من الأرق بسبب التفكير الدائم بمشكلاتك، فسيساعدك أن تبدأ في حلها، واقرأ أو اكتب حتى يراودك النعس، وحافظ على ممارسة أي نوع من الرياضات البدنية لتفريغ القلق والتوتر.
الفكرة من كتاب دع القلق وابدأ الحياة
إذا أعددنا قائمة بأكثر المشاعر عداء وتدميرًا للإنسان، فما الشعور الذي من الممكن أن يتربع على عرش القائمة، قد تتنوع الإجابات حسب خلفيات الأفراد، ولكن الشيء الذي لا يمكن أن يختلف فيه اثنان هو أن القلق سيكون من المنافسين الشرسين، وذلك لأسباب عدة، أهمها أنه شعور أصيل لدى كل فرد، فمن منا لا يقلق؟
يراه العديد الشعور الأكثر تهديدًا للسعادة والسلامة الذهنية، خصوصًا عندما يتضخم ليتحول إلى وحش كاسر يقتات على حياة صاحبه، محولًا إياها إلى جحيم دائم من الخوف والتفكير، فما المعلومات المتوافرة لدينا عن ذلك الوحش الكاسر؟ وما أسلم وأكفأ الطرق للتعامل معه؟ هل يمكن التخلص من القلق بإزالته كليًّا أم فقط يمكننا التحكم به؟ ما مسبباته في المقام الأول؟ وكيف نضمن الحصول على السعادة والطمأنينة والنشاط في غيابه؟
مؤلف كتاب دع القلق وابدأ الحياة
ديل كارنيجي، ولد في نوفمبر عام 1888بنيويورك لعائلة فقيرة، درس في الأكاديمية الأمريكية للفنون المسرحية، وتنقل بين عدة وظائف لم يرتح فيها، حتى اكتشف قدرته الكبيرة في التأثير بالناس، وبدأ بعقد دورات في الخطابة العامة، ثم تحولت إلى دورات مكثفة ومحاضرات في التنمية البشرية وتطوير الذات، حتى أصبح رائد هذا المجال، وافتتح معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية لمساعدة عامة الناس ممن يعانون مشكلات في تطوير ذواتهم والتخلص من عاداتهم السيئة، توفي عام 1955م بسرطان الدم.
من أشهر كتبه وأكثرها تأثيرًا كتاب “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” و”فن التعامل مع الناس”.
معلومات عن المترجم:
عبدالمنعم محمد الزيادي، صحفي وكاتب ومترجم مصري الجنسية، بدأ عمله في مجلة الاثنين بدار الهلال، حتى رأس تحرير المجلة النفسية حياتك وكان منشئها، توفي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1992م، له عدة كتب مترجمة مثل “دع القلق وابدأ الحياة” و”كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”، كذلك من أعماله الخاصة كتاب “أين السعادة”.