النشاط والحيوية
النشاط والحيوية
يعد القلق على الصحة أحد أكثر أنواع القلق انتشارًا، يكثر عند العاملين الذين يتحملون مسؤوليات إعالة عائلاتهم، ويمثل الإعياء والتعب المفاجئ كابوسهم، ومن الممكن تجنب ذلك الكابوس بممارسة العمل على فترات متقطعة، تتخللها الراحة والاسترخاء، فلا تنتظر حتى يفاجئك التعب ويشل حركتك ويعطل ذهنك لكي تستريح، بل بادر بالراحة.
ومن أكثر مسببات التعب الذهني العواطف، عبر استنزافها قدرًا كبيرًا من المجهود والتفكير والانفعالات، فإذا كنت أحد أنواع الشخصيات التي لا تستطيع المحافظة على عواطفها من الفوران، حاول أن تتحكم في استجاباتك لها، ومارس تمارين الاسترخاء، وابتعد عن التعرض المستمر للمؤثرات العاطفية.
ولكن بعض المشاعر ليس من الجيد الحديث عنها لكل عابر في حياتك، وأيضًا من الخطر كبتها فتتحول إلى صور أبشع، ولذلك من المفيد أن تنفس عنها وعما يثير قلقك، سواء بالبوح إلى أصدقائك المقربين الذين تثق فيهم لحفظ أسرارك، أم بالكتابة عنها في مذكرة تحملها أينما تذهب.
عاداتك هي المتحكم الأكبر في نشاطك وحيويتك، أفعال بسيطة يمكن أن تغير طريقة سير يومك، مثل ترتيب مكتبك والتركيز على مهمته الحالية، واتباع قاعدة الأهم فالمهم للقيام بالأشياء المطلوبة منك، ولا تؤجل عملًا تستطيع أن تؤديه إلى الغد، وتعوَّد النظام والروتين وأن تفوض بعض مهماتك غير الضرورية إلى أشخاص آخرين، وتكتفي فقط بالإشراف والتوجيه.
مهما كان الملل الذي تعانيه عند أدائك لعملك أو لدراستك، حاول أن تحوله إلى نمط ممتع مسلٍّ بالاستعانة بخيالك، فإن ذلك يدفع بفاعليتك إلى الأمام.
الفكرة من كتاب دع القلق وابدأ الحياة
إذا أعددنا قائمة بأكثر المشاعر عداء وتدميرًا للإنسان، فما الشعور الذي من الممكن أن يتربع على عرش القائمة، قد تتنوع الإجابات حسب خلفيات الأفراد، ولكن الشيء الذي لا يمكن أن يختلف فيه اثنان هو أن القلق سيكون من المنافسين الشرسين، وذلك لأسباب عدة، أهمها أنه شعور أصيل لدى كل فرد، فمن منا لا يقلق؟
يراه العديد الشعور الأكثر تهديدًا للسعادة والسلامة الذهنية، خصوصًا عندما يتضخم ليتحول إلى وحش كاسر يقتات على حياة صاحبه، محولًا إياها إلى جحيم دائم من الخوف والتفكير، فما المعلومات المتوافرة لدينا عن ذلك الوحش الكاسر؟ وما أسلم وأكفأ الطرق للتعامل معه؟ هل يمكن التخلص من القلق بإزالته كليًّا أم فقط يمكننا التحكم به؟ ما مسبباته في المقام الأول؟ وكيف نضمن الحصول على السعادة والطمأنينة والنشاط في غيابه؟
مؤلف كتاب دع القلق وابدأ الحياة
ديل كارنيجي، ولد في نوفمبر عام 1888بنيويورك لعائلة فقيرة، درس في الأكاديمية الأمريكية للفنون المسرحية، وتنقل بين عدة وظائف لم يرتح فيها، حتى اكتشف قدرته الكبيرة في التأثير بالناس، وبدأ بعقد دورات في الخطابة العامة، ثم تحولت إلى دورات مكثفة ومحاضرات في التنمية البشرية وتطوير الذات، حتى أصبح رائد هذا المجال، وافتتح معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية لمساعدة عامة الناس ممن يعانون مشكلات في تطوير ذواتهم والتخلص من عاداتهم السيئة، توفي عام 1955م بسرطان الدم.
من أشهر كتبه وأكثرها تأثيرًا كتاب “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” و”فن التعامل مع الناس”.
معلومات عن المترجم:
عبدالمنعم محمد الزيادي، صحفي وكاتب ومترجم مصري الجنسية، بدأ عمله في مجلة الاثنين بدار الهلال، حتى رأس تحرير المجلة النفسية حياتك وكان منشئها، توفي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1992م، له عدة كتب مترجمة مثل “دع القلق وابدأ الحياة” و”كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”، كذلك من أعماله الخاصة كتاب “أين السعادة”.