القلق من النقد
القلق من النقد
مهما كنت تدعي عن قوة شخصيتك، فستؤثر فيك آراء الناس عن شكلك ومعتقداتك وأفكارك وآرائك وسلوكياتك، لأن الطبيعة البشرية تميل إلى الاجتماع والحصول على القبول والدعم من الخارج، ولأن النقد شيء حتمي فلن يمنعه عنك أي فعل، حتى لو كنت لا تفعل ما يذكر أو يجلب الاهتمام فسوف تنتقد على ذلك، فالحل يكمن في التحكم بطريقة استجابتك للنقد.
ضع في ذهنك قاعدة أساسية مبدئية، على قدر مكانتك وقيمتك يكون النقد الموجه إليك، كلما كانت أفعالك وأفكارك كبيرة وذات تأثير في من حولك، ارتفعت أصوات النقد وكثر موجهوه، الذي أحيانًا ما يكون ظالمًا بغرض التشفي والحسد، فلا تشغل نفسك بالرد على النقد الظالم ولا تفكر به من الأساس.
كلما تحكمت بأعصابك أكثر وأبديت برودة ظاهرة في التعامل مع الانتقادات المعلنة، زادت صعوبة توجيه النقد الاستفزازي لك، لأنهم يعلمون الآن أنه ليس من السهل استفزازك والاستحواذ على اهتمامك، هذا لا يعني أن تتجاهل كل أنواع النقد، بل خذ البناء منه وسيلة مساعدة لكشف ومعرفة الأخطاء والحماقات التي ارتكبتها سابقًا لكي تراجعها وتتجنبها في المستقبل.
ومن الأفضل ألا تنتظر حتى يشير النقد إلى أخطائك، بل سارع إلى محاسبة نفسك أولًا بأول وباستمرار، فلا يوجد أحد كامل من كل الأوجه، وكبار العظماء والناجحين كان لديهم قسط من الوقت للمراجعة اليومية لأنفسهم، وقد احتاجوا إلى سنين لتعديل عاداتهم السيئة، فلا تيأس إذا حاولت معالجة إحدى عاداتك السيئة ولم تحقق نتيجة مبكرة، فالاستمرار بالمحاولة يقربك من هدفك.
الفكرة من كتاب دع القلق وابدأ الحياة
إذا أعددنا قائمة بأكثر المشاعر عداء وتدميرًا للإنسان، فما الشعور الذي من الممكن أن يتربع على عرش القائمة، قد تتنوع الإجابات حسب خلفيات الأفراد، ولكن الشيء الذي لا يمكن أن يختلف فيه اثنان هو أن القلق سيكون من المنافسين الشرسين، وذلك لأسباب عدة، أهمها أنه شعور أصيل لدى كل فرد، فمن منا لا يقلق؟
يراه العديد الشعور الأكثر تهديدًا للسعادة والسلامة الذهنية، خصوصًا عندما يتضخم ليتحول إلى وحش كاسر يقتات على حياة صاحبه، محولًا إياها إلى جحيم دائم من الخوف والتفكير، فما المعلومات المتوافرة لدينا عن ذلك الوحش الكاسر؟ وما أسلم وأكفأ الطرق للتعامل معه؟ هل يمكن التخلص من القلق بإزالته كليًّا أم فقط يمكننا التحكم به؟ ما مسبباته في المقام الأول؟ وكيف نضمن الحصول على السعادة والطمأنينة والنشاط في غيابه؟
مؤلف كتاب دع القلق وابدأ الحياة
ديل كارنيجي، ولد في نوفمبر عام 1888بنيويورك لعائلة فقيرة، درس في الأكاديمية الأمريكية للفنون المسرحية، وتنقل بين عدة وظائف لم يرتح فيها، حتى اكتشف قدرته الكبيرة في التأثير بالناس، وبدأ بعقد دورات في الخطابة العامة، ثم تحولت إلى دورات مكثفة ومحاضرات في التنمية البشرية وتطوير الذات، حتى أصبح رائد هذا المجال، وافتتح معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية لمساعدة عامة الناس ممن يعانون مشكلات في تطوير ذواتهم والتخلص من عاداتهم السيئة، توفي عام 1955م بسرطان الدم.
من أشهر كتبه وأكثرها تأثيرًا كتاب “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” و”فن التعامل مع الناس”.
معلومات عن المترجم:
عبدالمنعم محمد الزيادي، صحفي وكاتب ومترجم مصري الجنسية، بدأ عمله في مجلة الاثنين بدار الهلال، حتى رأس تحرير المجلة النفسية حياتك وكان منشئها، توفي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1992م، له عدة كتب مترجمة مثل “دع القلق وابدأ الحياة” و”كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”، كذلك من أعماله الخاصة كتاب “أين السعادة”.