فقدت ذاتي فمن أنا؟
فقدت ذاتي فمن أنا؟
قد يشعر الشخص بأنه غريب حتى عن ذاته، فيشعر أنه قد انفصل عن جسده، لذا نجده ينظر إلى نفسه في المرآة ليتأكد من كونه هو! نعم.. لقد أضاع نفسه، لذا فهو يتأمل جسده ويتألم كثيرًا لأنه قد فقد الألفة بينه وبين ذاته!
وهذه الحالة تسمّى بـ(اختلال الآنية)، فالشخص الطبيعي لا يحتاج إلى أن يتأمل كل عضو وكل شعور وكل فكرة في نفسه ليتأكد من كونه هو! أمّا مريض اختلال الآنية فهو لا يشعر أن هذا جسده وأن تلك أفكاره، وهذا الاضطراب عرض من أعراض الاكتئاب ويأتي لبعض حالات الوسواس، وقد يكون أيضًا بسبب القلق أو الإجهاد والضغوط المحاصرة للإنسان، أو حتى قد يصاب الإنسان به دون سبب، وتزول هذه الحالة فجأة كما تأتي فجأة.
وربما هذا مما يشبه مرض (اختلال الواقع)، الذي يتغرّب فيه المريض عن البيوت والأصدقاء والشوارع والأهل، كل شيء يبدو غير حقيقي! لا شيء يربط المريض بالواقع، إنه خائف باستمرار ويشعر بالضياع والاغتراب عن كل شيء، وهذه الحالة تحدث أيضًا من الضغوط والصدمات وتصاحب بعض حالات الصرع، كما أنها تحدث في مرض الاكتئاب، لأن الاكتئاب يحجب عنك النور في كل شيء حولك.
وقد يحدث هذا الانفصال في الوجدان، فيعتقد الشخص أن الأشياء قد تغيرت واختلفت ويتناقض وجدانه مع نفسه فيظنّ مثلًا أن أطفاله قد استبدلوا بآخرين وهذه الحالة تسمى بـ(هذه الثنائية) وغالبًا ما تصاحب الاكتئاب والفصام.
بل وفي بعض الأحيان قد يرى الإنسان نفسه في هيئة وهمية فلا يدري من هذا الذي يلاحقه، فهو يرى نفسه اثنين! وهذه الحالة نادرة وغريبة وتعتبر رؤية ثنائية للذات قد تحدث مع بعض التوترات.
وختامًا لهذه الحالات فقد يشعر الانسان بالعدمية فيفقد معنى حياته تمامًا، ويشعر بأنه قد انتهى من الوجود وأن الحياة قد توقفت، وغالبًا ما يحدث ذلك في مرض الاكتئاب الذي يكثر فيه عدم الشعور بالحياة.
الفكرة من كتاب حكايات نفسيّة
يعرض لنا الدكتور عادل صادق مزيجًا من الأمراض النفسيّة والعقلية، ويشرحها تفصيليًّا بصورة دقيقة، حتى يستطيع كل شخص أن يتأقلم مع حالة المريض الذي يعيش معه، فهذا الكتاب يساعد أهل المرضى وأصدقاءهم أكثر من كونه مساعدًا للمرضى أنفسهم، إذ إن هدف الكاتب هو بيان معاناة المرضى وحاجتهم إلى التفهم والاحتواء، ولكن، بالطبع لكي يتحقق هذا التعاطف علينا أولًا أن ندرك أعراض كلّ مرض.
مؤلف كتاب حكايات نفسيّة
عادل صادق عامر عبد الله: طبيب نفسي ألَّف كثيرًا من الكتب في علم النفس، ولد في 9 أكتوبر عام 1943، وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وحصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن.
من أبرز مؤلفاته:
مشكلات عاطفيّة.
في بيتنا مريض نفسي.
امرأة في محنة.
روعة الزواج.