مشكلات الأنف والأذن والفم
مشكلات الأنف والأذن والفم
قد يعاني المرء من ألم في الأذن مع الشعور بنبض واضح فيها، وحمرة الوجه ودرور العروق، وفي هذه الحالة يفيد دهن نبات النيلوفر والبنفسج والورد، ثم غليهم ووضعهم قطرات في الأذن، أما إن كان هناك ثقل في السمع ودوى وطنين، فيفيد أن تُكمد الأذن ببخار المرزنجوش الأفسنتين والشيح، والمرزنجوش هو نبات البردقوش العطري، أما الشيح فهو عشب أو نبات سهلي له رائحة طيبة، ويتم طبخ تلك الوصفة بالماء ثم وضع الأذن على إناء يصل منه بخار الوصفة إلى داخل الأذن، كما ينصح الكاتب بأن يقلل المرء حينها من الطعام ويترك وجبة العشاء والسُّكَّر.
وبالانتقال إلى الرعاف، وهو نزيف دم من الأنف، فقد نَصَح بأن يُؤخذ من شجر العَفْص والشِّبْت والرُّمَّان البري، هذا بالإضافة إلى النشا والصمغ، ثم سحق كل هذه المكونات حتى تصبح ناعمة، ومن ثم يتم نفخها في الأنف، وقد يمنع الرعافَ تقطيرُ ماء الثلج في الأنف وتبريد الرأس بالماء البارد، أما بالنسبة إلى قروح الأنف، فقد يفيد سحق خبث الفضة بدهن الآس، والآس هو شجر له فوائد علاجية، وعندما يصير الخليط كالمرهم، فيُمكِن دهن داخل الأنف به.
ننتقل بعد ذلك إلى مشكلات البثور الحمراء في الفم، وقد رأى الرازي أن الفواكه الحامضة تفيد في تخفيفها، ونبات الزعرور العشبي، والتوت الشامي، كما نصح بوصفة تتكون من الكافور والورد والنشا، والكزبرة اليابسة، والعدس المقشر، والسكر الأبيض، ويتم تدليك الفم بهذا الخليط، أما إن كان هناك ورم في اللثة، فسيُخفف وضع خليط الكافور والعدس المقشر ونبات الصندل الأبيض ونبات السماق، والمضمضة بهذا الخليط مع الخل والماء الممزوجين.
الفكرة من كتاب من لا يحضره الطبيب.. أو طبيبك قبل وصول الطبيب
يعتبر أبو بكر الرازي أهم علماء الطب المسلمين في العصور الوسطى، وقد وضع هذا الكتاب معتبرًا إياه مقالةً وجيزة في علاج الأمراض بالأغذية، وهو ما يُعرف بالطب البديل، وتحديدًا العلاج بالأعشاب، ويبين الكتاب مدى معرفته وقدرته على تشخيص العديد من الأمراض في فترة لم يكن أغلب العالم قد توصّل إليها، وقد وضع علاجات وأدوية تلك الأمراض وأهم النُّظُم الغذائية لها.
وما يجب ذكره أيضًا أنه قد وصف العديد من النباتات والأعشاب التي قد تكون نادرة أو غير معروفة لدى العامة، وليس الهدف أن يحاول القارئ تحضير تلك الأدوية والوصفات، وإنما فهمها وفهم تأثيرها.
مؤلف كتاب من لا يحضره الطبيب.. أو طبيبك قبل وصول الطبيب
أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (865-925 م)، طبيب وفيلسوف مسلم، ويُعتبر من أهم علماء الطب في التاريخ، وهو مؤلف كتاب “الحاوي في الطب” الذي كان المرجع الطبي الرئيس لدول أوروبا لمدة تزيد على أربعة قرون، ويُنسب للرازي ابتكار خيوط الجراحة وصناعة المراهم، ومن أهم مؤلفاته:
أخلاق الطبيب.
طبقات الأبصار.