مشكلات الرعشة والخدر والصرع
مشكلات الرعشة والخدر والصرع
بالنسبة إلى مشكلة الرعشة، قد يفيد أكل الكرنب والعدس والأدمغة المشوية، والجزر، وجوز الهند، هذا بالإضافة إلى أطعمة أخرى مثل الكمون والشبت ولحوم الطير، وبالنسبة إلى الرعشة والخدر والفالِج -أي الشلل- في عضو أو بجميع البدن، فهناك ما يخفف الآلام مثل تدليك البدن بالزيت الذي يُضاف إليه الجندبيدستر، وهو مادة دهنية عطرة تُستَخرج من حيوان القندس، مع إضافة الفرفيون والفلفل، ويتم التدليك خارج عصب العضو الذي فيه الفالج أو الرعشة أو الخدر بخرقة خشنة، وليحذر أصحاب هذه العلل من صب الماء الحار على أجسادهم أو الجلوس فيه، أو حتى الغرف المكتظة بالبخار الرطب، وتنفعهم تغطية كامل الجسم بالرمل وحتى العنق، وأن يكون الرمل حارًّا مع تدليك الجسم وتقليل الطعام والشراب، إذ يخفف ذلك آلام التشنج التي تأتي بغتة.
ننتقل بعد ذلك إلى عرض الصرع الذي ليس معه حمى ولا حرارة، وينفع في تهدئته حب القوقايا، كما يفيد أخذ الكمون الهندي مع ماء بصل البر، ثم صبّ العسل عليهما بعد عصرهما، ويتم تناول ملعقة يوميًّا من ذلك الخليط، وقد حذّر الرازي أصحاب الصرع من أكل الكرفس بصفة خاصةً، وكذلك الثوم والبصل والجرجير والكرات وأغلب البقوليات، كما أن شمّ الروائح الكريهة كالقطران والجيف يهيّج الصرع، كما أشار إلى أنه إن كان الصرع مرتبطًا برطوبة في الدماغ، فتفيد الغراغر بالأشياء التي تجلب البلغم كالسكنجبين.
وإن كان مع الصرع حرارة وحمرة ودرور العروق، فتُفيد الحجامة على الساق، وإخراج الدم من عرق الصافن، وهو عرق يمتد في باطن الفخذ ويظهر عند جانب من جوانب الكعب يُسمى “الإنسي”، ويستفيد المريض بتناول رمان المز، والكمثرى، ومنقوع شجر السماق، وهو شجر معظمه سام، لكن منقوعه بعد تنقيته له فوائد طبية، والتوت الشامي.
الفكرة من كتاب من لا يحضره الطبيب.. أو طبيبك قبل وصول الطبيب
يعتبر أبو بكر الرازي أهم علماء الطب المسلمين في العصور الوسطى، وقد وضع هذا الكتاب معتبرًا إياه مقالةً وجيزة في علاج الأمراض بالأغذية، وهو ما يُعرف بالطب البديل، وتحديدًا العلاج بالأعشاب، ويبين الكتاب مدى معرفته وقدرته على تشخيص العديد من الأمراض في فترة لم يكن أغلب العالم قد توصّل إليها، وقد وضع علاجات وأدوية تلك الأمراض وأهم النُّظُم الغذائية لها.
وما يجب ذكره أيضًا أنه قد وصف العديد من النباتات والأعشاب التي قد تكون نادرة أو غير معروفة لدى العامة، وليس الهدف أن يحاول القارئ تحضير تلك الأدوية والوصفات، وإنما فهمها وفهم تأثيرها.
مؤلف كتاب من لا يحضره الطبيب.. أو طبيبك قبل وصول الطبيب
أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (865-925 م)، طبيب وفيلسوف مسلم، ويُعتبر من أهم علماء الطب في التاريخ، وهو مؤلف كتاب “الحاوي في الطب” الذي كان المرجع الطبي الرئيس لدول أوروبا لمدة تزيد على أربعة قرون، ويُنسب للرازي ابتكار خيوط الجراحة وصناعة المراهم، ومن أهم مؤلفاته:
أخلاق الطبيب.
طبقات الأبصار.