نشأة توماس راسل.. ومغادرة إنجلترا
نشأة توماس راسل.. ومغادرة إنجلترا
ينظر توماس راسل إلى لوحة زيتية تصوِّر حفل رماية كان قد أُقيم في بيت العائلة عام 1828م، والذي ضمَّ جده الأكبر الدوق السادس لبيلد فورد، وجده اللورد تشارلز جيمس فوكس راسل، ورئيس وزراء بريطانيا اللورد جون راسل، كما يتذكَّر جده الذي رآه فارسًا عظيمًا لم يتخلَّ عن ركوب الخيل حتى وفاته في السادسة والثمانين من العمر، وقد عمل جَدُّه كشاويش ضمن حراس مجلس العموم البريطاني.
أما عن أبيه فقد كان كاهنًا لفيتزويليم، وقد تزوَّج والدة توماس، وأنجبا ستة أبناء، وماتت الأم وتوماس لا يزال في السابعة، ولقد تعلم توماس وإخوانه الكثير من والدهم، إذ تعلَّموا على يديه صيد الأسماك وكيفية عقد شبك الصيد بالطُّعم ومسارات السمك، وكذلك صيد الأرانب ومواجهة الفئران، كما رأى توماس في والده كاهنًا ملتزمًا بتعاليمه الدينية.
دخل توماس مدرسة تابور الخاصة في تشييم بسور عندما كان في التاسعة من العمر، وهناك تعلَّم الكثير عن الطيور والحشرات والنباتات البرية، ثم انتقل إلى مدرسة هيلبيري، والتي تعلَّم فيها التربية العسكرية ورياضة الملاكمة، لكنه لم يتخلَّ حينها عن عشقه للصيد، ثم انتقل من المدرسة إلى الكلية اللاهوتية بكامبريدج، ورغم أنه لم يتخلَّ عن هواياته بجانب اهتمامه الدراسي، فإنه قرَّر عدم البقاء في إنجلترا.
وبالفعل حدث في شهر سبتمبر 1901م، أن قابل توماس راسل ابن عمه “بيرثي ماتشيل” للمرة الأولى، وهو الذي كان يعمل مستشارًا لوزارة الداخلية في مصر، والذي ظلَّ يحكي لتوماس عن خدمته في الجيش المصري وحروبه في السودان إلى الدرجة التي جذبت توماس نحو مصر والعمل فيها، بل إنه قد تلقَّى منه عرضًا بقضاء الشتاء في القاهرة وإمكانية ترشيحه لوظيفة نائب مفتش، ولم يستغرق توماس كثيرًا في التفكير، إذ سافر على الفور.
الفكرة من كتاب النسخة النادرة من مذكرات توماس راسل.. حكمدار القاهرة 1902/ 1946
في عام 1902م، بدأ توماس راسل حياته في مصر بالعمل لدى وزارة الداخلية أثناء الاحتلال البريطاني، وما هي إلا أعوام قليلة حتى استطاع أن يتولَّى منصب حكمدار القاهرة، وهي مكانة مهمة تجعله على رأس شرطة العاصمة، إلا إنه كان مختلفًا بعض الشيء عما عرفه المصريون من الإنجليز، فقد أحدث تطوُّرات واسعة في وقت عانت فيه مصر من الجريمة وانتشار المخدرات التي أهلكت نصف سكانها آنذاك.
ولعلَّ ما يميِّز هذا الكتاب هو سرده الصريح لفترة ندر الحديث عنها في سجلات التاريخ، والتي تتطرَّق إلى أحوال مصر في بداية القرن العشرين، والتي يسردها أخطر وأدهى رجال البوليس الإنجليز آنذاك، ومؤسس أول مكتب لمكافحة المخدرات في مصر، توماس راسل.
مؤلف كتاب النسخة النادرة من مذكرات توماس راسل.. حكمدار القاهرة 1902/ 1946
توماس وينتورث راسل: (1879-1954) هو ضابط شرطة إنجليزي خَدَم في مصر أثناء فترة الاستعمار الإنجليزي، وقد درس العلوم الإنسانية في جامعة كامبريدج، ثم اتجه إلى العمل بوزارة الداخلية المصرية بعد أن استقر وعاش معظم حياته في مصر، وتولَّى منصب حكمدار القاهرة برتبة فريق أول، وهو أعلى منصب أمني بالعاصمة، ويُذكر لراسل أساليبه الجديدة التي أدخلها في الشرطة المصرية، ونجاحه في مكافحة المخدِّرات التي كانت قد وصلت ذروتها خلال أواخر العشرينيات.
معلومات عن المترجم:
مصطفى عبيد: هو كاتب وصحفي وباحث تاريخي ومترجم مصري، تخرَّج في قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة، وقد عمل بالصحافة والتأليف والترجمة، ومن مؤلفاته كتاب “كتب هزَّت مصر”.