مزيدٌ من المهارات
مزيدٌ من المهارات
هناك بعض المهاراتِ المتقدمة التي يمكن أن تُحسِّن أداءنا، مثل معرفتنا بنوع الجمهور إن كان مؤيدًا لأفكارنا ومنهجنا أو محايدًا أو معارضًا له فيكون حديثنا متوازنًا بلا مبالغة ومستندًا إلى الحجة والبرهان، وإن كان الجمهور غير مهتم بالموضوع فنجذبه بالقصص، وإن كان الحضور من المختصين فنخاطب العقل لا العاطفة ونكثر من البراهين ونذكر المصادر ونتجنب الجزم في حديثنا، وإن كانوا من غير المختصين فنبتعد عن المصطلحات المعقدة ونكثر من التشبيهات والقصص وخطاب العاطفة، وإن كان الجمهور كله من فئة واحدة كالأطباء أو المعلمين أو المهندسين فنحاول أن نكثر في حديثنا من المفردات والمصطلحات المرتبطة بتخصصهم، وإن كان الجمهور قد أتى برغبته للاستماع فنسأله عن أهدافه من الحضور لنحققها، وإن كان مُلزمًا غير مُخير فنحاول أن نُبين له أهمية الموضوع مع التحفيز.
ولكي تتمكن من فن الإقناع والتأثير، عليك أن تمد جسور الثقة بينك وبين المستمعين بالمصداقية والسمعة الطيبة، وأن تكون قدوةً لهم في ما تدعوهم إليه، وأن توضح لهم مقصودك بالأمثلة، وتُحاول أن تُهيئ لهم حالة ذهنية ونفسية مناسبة، وتجنب الأفكار التي تبدو غير مقنعة في أصلها كالحديث عن الخيال العلمي في بلدة ريفية.
ولنحسِن مخاطبة العقل الواعي واللا واعي كليهما في جمهورنا، ولنخاطبَ العقل الواعي نؤكدُ على أهمية ما نقول ونتائجه ونُبين الأسباب ونُبسِّط الحلول ونُوضِّح طريقة تنفيذها، والبدء بنقاط الاتفاق بيننا وبينهم، ويمكن أن نهمس ونتحدث بصوتٍ منخفض لنُضفي شعورًا بالأهمية والخصوصية، ولنصوغ أفكارنا وننقي ألفاظنا بمراعاة وجهات نظر الآخرين؛ ويُروى أن معبِّرًا للرؤى قال لملكٍ “يموت كل أبنائك وأنت حي” فعاقبه، وقال له آخر “أنت أطول أهلك عمرًا” فكافأه، مع أن النتيجة واحدة!
وأما العقل اللا واعي فنصل إليه بحكايةِ قصص متداخلة لا نُبين نهايتها في البداية، وبالوقفات والتكرار، وباستشراف المستقبل، وباللغة الرمزية بما فيها من مجاز وكنايات، وبفنون البديع كالجناس والسجع والطِّباق أو التضاد، وتتقن ذلك بكثرة القراءة والعناية بالمعاجم، وكذلك نخاطب اللا وعي بالإيحاء بالافتراضات المسبقة كما في قول المتحدث “شكرًا على ثقتكم بي” أو بجعل الرغبة داخلية كقولنا “لعلك تريد الآن معرفة كذا” أو بذكر السبب والنتيجة، وكل ذلك بغير كذبٍ أو خداع.
الفكرة من كتاب المتحدث البارع
للكلمات أثرٌ كبير في حياتنا، يتغير بها الكثير في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، وبها دعا الأنبياء الأمم إلى الحق والخير، وبها قامت حروب وتآلفت قلوب. والإلقاء مزيجٌ من فن وعلم وموهبة نعبر به عن أفكارنا لنؤثر في الناس ونقنعهم ونمتعهم، ويقدم لنا الكتاب نصائح عملية كثيرة لنُحسِّن الإلقاء والحديث أمام الناس، بدءًا من الإعداد والتحضير إلى وقت الحديث وما بعده.
مؤلف كتاب المتحدث البارع
ياسر بن بدر الحُزيمي، محاضر وكاتب سعودي. حصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الملك سعود عام 1421 هـ، وعلى دبلوم عالي في الإرشاد الأسري من جامعة الملك فيصل عام 1429 هـ.
يُشرف على “منصة خطوة” التي تقدم محتوى توعويًّا وتربويًّا وعلميًّا ومهاريًّا من خلال منتجات مرئية ومسموعة ومقروءة، ومن مؤلفاته: كتاب “الشخصية القوية” وكتاب “بريدي – رسائل وإجابات في مجالات الحياة”.