حان الوقت!
حان الوقت!
اقترب موعد العرض أو المحاضرة، وبدأت مشاعر الخوف والقلق واهتزت الثقة لأنك تقلل من قدر نفسك وتظن أن الآخرين يرون عيوبك وتتنبأ بالفشل، فيكون أداؤك ضعيفًا فتخجل وتفقد الثقة تمامًا! ولكن يمكنك منع حدوثِ ذلك إذا استعنت بالله وقرأت شيئًا من القرآن ولزِمت الدعاء ورجوت الله أن يوفقك، وأتقنت التحضير والاستعداد. عامِل نفسك كصديقٍ لا تقسو عليه عند الخطأ وتشجعه وتكافئه عند الإنجاز، وتخيل أسوأ العواقب وستجدها أبسط مما تظن، وتخيل نجاحك ليسهل عليك تطبيقه، وتذكر أن كل البشر يخطئون، وأن الجمهور لا يدقق في كل حركاتك، وأكثِر من التدريب والممارسة.
ثم يأتي اليوم المرتقب، فتجهز حقيبتك بنسخ احتياطية من مادتك وأقلام سبورة ووصلات كهربائية فربما تخونك التقنية يومها، وتعتني بمظهرك وثيابك بغير مبالغة، وقبل العرض بدقائق تتأكد من أن الجميع يراك وأن المكان مُعَدٌّ جيدًا وليست فيه مشتتات، واسأل الله التوفيق.
تنفس بعمقٍ واسترخِ وتذكر أن الخوف شعور طبيعي يجعلك أفضل وربما يزداد بسبب تجارب قديمة أو خوف من المستقبل، لكنه يقل مع الممارسة، وإذا قدَّمك أحدهم فاستمع له واشكره، ويمكن أن تتبع بعض الحِيل التي تظهرك واثقًا بأن تتذكر موقفًا مضحكًا قبل البدء وتبتسم، وامشِ بثقة وقف منتصبًا ولا تشبك ذراعيك وتذكر أنك غالبًا أعلم الناس بالموضوع وقد أتوا ليستمعوا إليك، وجمهورك مرآة لك إن ابتسمت ابتسموا وكانت لك صدقة وإن عبست وتوترت قابلوك بالمثل، ويمكن أن تكون في حديثك طُرفةٌ أو فكاهة تحمل معنى أو رسالة ولكن بغير سخرية أو غيبة، وعليك بالتواصل البصري بعينين مرتاحتين دون أن تحدق طويلًا في من تحدثه أو تغفل عن جانب من الجمهور، ولتكن لغة جسدك وحركاتك متناسقةً مع كلامك، وافهم دلالات لغة الجسد عند الجمهور لتُنقذ الموقف إذا وجدتهم ملُّوا أو غضبوا أو ما شابه.
وإن كنت تقدم حفلًا أو مناسبةً فاطلع على فقراته واقتبس منها، ودع في أوراقك أسطرًا فارغة للتعديلات والمفاجآت وكن مستعدًّا للاختصار إن لزم الأمر، وإن كان هناك تكريم فتأكد من ترتيب المُكرَّمين ولا تستعجل في سرد الأسماء قبل أن يصلوا إلى المنصة، وحين تقدم أحدًا لإلقاء كلمته فاحرص على جمع معلومات كافية عنه واسأله عما يريد إبرازه عند التقديم، وتأكد من نطق اسمه، وتجنب المبالغة في المدح، ولا تحرق تفاصيل موضوعه.
الفكرة من كتاب المتحدث البارع
للكلمات أثرٌ كبير في حياتنا، يتغير بها الكثير في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، وبها دعا الأنبياء الأمم إلى الحق والخير، وبها قامت حروب وتآلفت قلوب. والإلقاء مزيجٌ من فن وعلم وموهبة نعبر به عن أفكارنا لنؤثر في الناس ونقنعهم ونمتعهم، ويقدم لنا الكتاب نصائح عملية كثيرة لنُحسِّن الإلقاء والحديث أمام الناس، بدءًا من الإعداد والتحضير إلى وقت الحديث وما بعده.
مؤلف كتاب المتحدث البارع
ياسر بن بدر الحُزيمي، محاضر وكاتب سعودي. حصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الملك سعود عام 1421 هـ، وعلى دبلوم عالي في الإرشاد الأسري من جامعة الملك فيصل عام 1429 هـ.
يُشرف على “منصة خطوة” التي تقدم محتوى توعويًّا وتربويًّا وعلميًّا ومهاريًّا من خلال منتجات مرئية ومسموعة ومقروءة، ومن مؤلفاته: كتاب “الشخصية القوية” وكتاب “بريدي – رسائل وإجابات في مجالات الحياة”.