أفعالك سر نجاح علاج أبنائك
أفعالك سر نجاح علاج أبنائك
نلاحظ أن معظم أدوية الأطفال طعمها حلو ورائحتها جميلة، وذلك حتى يتقبَّلها الطفل بصدرٍ رحب، ونفس الفكرة يجب تطبيقها عند علاج أمراضهم الخلقية والسلوكية، فنمزج له الدواء المر مع شيء حلو يحبونه، وهذا ما فعله رسولنا الكريم عندما عالج أخطاء الأطفال فيما يسمى “بالمدح المشروط”، وهو عبارة عن مدح المخطئ ودعوته لإصلاح عيب من عيوبه في نفس الوقت، فعندما تذم ابنك أو ابنتك وتصفهم بأشبع الصفات فأنت بهذا تحطم أخلاقياتهم ونفسيتهم، ولذا حاول استبدال تلك الطريقة بالمدح والثناء الصادقين، وحينها سترى من أبنائك ما يسرُّك، كما أن أبناءك بحاجة ماسة إلى كلمات المدح الصادق والثناء، فلماذا تبخل عليهم وتحرمهم من سماعها؟ فإن رأيت يدي ابنك متسختين، لا تقل له: ما هذه القذارة! ولكن استبدل بها مدح يديه، وأنهما جميلتان، ولذا يجب أن يحافظ على نظافتهما ويُظهر جمالهما، وستجده بعد ذلك يسرع لتنظيف يديه ويحافظ عليهما نظيفتين.
والمكافأة والإثابة منهج تربوي أساسي في تربية الطفل والسيطرة على سلوكه، بجانب أنهما تُسهمان في خلق الحماس ورفع المعنويات وتنمية ثقته بنفسه، فهما تعكسان معنى القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية، وهذا يقودنا إلى تساؤل غاية في الأهمية: كيف تكافئ أبناءك على سلوكياتهم الإيجابية؟ هناك عدة مكافآت تناسب الجميع، ومنها: استخدام كلمات الثناء الرائعة كمكافأة، فهي تفجر في النفس البشرية طاقات هائلة من الفرح والسرور والنشاط والإبداع، ولا تنسَ شكر ابنك على كل شيء جيد يفعله، فعندما يحضر لك كوبًا من الماء قم بشكره، والدليل على ذلك قول رسول الله (ﷺ): «من أتى إليكم معروفًا فكافئوه»، كما أن منح طفلك القبل والابتسام بوجهه من الإثابة المعنوية ذات الأثر الرائع، وهي تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب، بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية، كأن تكافئ طفلك باللعب أو بالهدية، وهكذا فإن مكافأة الطفل على سلوكه الجيد وقاية له من الوقوع في الخلق السيئ.
واعلم أن بعض الأخطاء التي يرتكبها أبناؤك قد تعلَّموها منك ومن الكبار دون أن تشعر، ولذا إذا أردت علاج أخطائهم فلتبدأ بعلاج عيوبك، ولقد أوصى عتبة بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مؤدِّب ولده فقال: «ليكن أول صلاحك بُنيَّ إصلاحك لنفسك، فإن عيوبهم معقودة بعيوبك، فالحسن عندهم ما فعلت، والقبيح ما تركت».
الفكرة من كتاب كيف نعالج أخطاء أبنائنا
لقد دعانا ديننا الإسلامي إلى تأديب الأبناء، وحسن تربيتهم، ولذا يحرص الكثير من الآباء والأمهات على فعل ذلك، ولكن تجدهم يواجهون الكثير من المشاق والصعوبات، كالأسئلة المحيرة من قبيل هل ضرب الأبناء يصح أم لا؟ وكيف يختارون العقاب المناسب للطفل، ويستخدمون وسيلة العلاج المثلى؟
ولأن من إكرام الأبناء أن نستخدم في تربيتهم وتقويم سلوكهم كل وسيلة كريمة، وأن نقلِّل من استخدام العصا معهم؛ جاء إلينا هذا الكتاب، ليوضح ويبين كيفية وقاية أبنائنا من الوقوع في الخطأ، كما قام بتقديم العديد من النصائح التربوية المهمة التي دلَّنا عليها معلمنا ورسولنا محمد (ﷺ)، والمربي الناجح هو من يستخدم طريقة العلاج أو العقاب المناسبة لخطأ ابنه أو ابنته.
وهيا بنا لنتعرَّف على الطرق العملية التي تقي التلاميذ والأبناء شر الوقوع في الأخطاء، ونتعرَّف معًا على بدائل الضرب، وما الوسائل التي تمكِّننا من علاج أخطاء أبنائنا وبناتنا.
مؤلف كتاب كيف نعالج أخطاء أبنائنا
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له العديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة التي تختص بالتحدُّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن أبرز مؤلفاته: “علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، و”علِّم ابنك كيف يكره أخاه”، و”الفتاة لمن تشكو أحزانها”، و”من اليوم لن تنام حزينًا يا بني”، و”فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، و”يا بني كن هذا الرجل”، و”كيف تأمر أبناءك بالصلاة وكيف تسألهم عنها”، و”تربية العظماء”.