سعادتنا وعلاقتها بالآخرين
سعادتنا وعلاقتها بالآخرين
الحب والصداقة والعلاقات العاطفية من أهم أركان السعادة، وأكد كلٌّ من أرسطو وأبيقور ذلك، فلا وجود لسعادة حقيقية دون صداقة، وتوجد أيضًا علاقة قوية بين السعادة وحب الغير، فكلما ساعدنا الآخرين ازددنا سعادة، لكن ليس لدرجة التضحية التامة بأنفسنا، فالاهتمام بالآخرين يُقلِّل من التمركز حول الأنا الذي يسبِّب التعاسة، ويُحيلنا ذلك إلى شعورنا بالخجل من سعادتنا بينما من حولنا تعساء، لكن يؤكد الكاتب أن السعادة مُعدية، فنحن لا نساعد الآخرين عندما نتخلَّى عن سعادتنا، وإنما تشجِّعنا السعادة على العمل لخلق عالم أفضل للجميع، وبالفعل أثبتت بعض الدراسات العلمية أن السعادة تشبه موجة الصدمة، وأن سعادتنا مرتبطة بسعادة الآخرين.
لم يحدث أبدًا أن اتفقت التوجُّهات حول العلاقة بين السعادة الفردية والجماعية، فقديمًا سعت الحضارات وراء السعادة الفردية، وسعى العالم المسيحي وراء الجنة، في حين ربط الإغريق السعادة الفردية بخير المجتمع، وفي مجتمعاتنا الحديثة ظهر توجُّه فرداني أقرب إلى النرجسية اعتمد على الفصل بين السعادة الفردية والخير العام، وعلى الرغم من انتشار الفردانية النرجسية وأيديولوجيا الاستهلاك، فقد ظهرت حاليًّا موجات غير أنانية تربط السعي وراء السعادة الفردية بالخير العام للمجتمع، فالجميع يستفيد ويأمن حين يوجد في مجتمع سعيد.
اكتشف العلماء أن أغلب الناس تتشابه في مستوى رضا أُطلق عليه النقطة الثابتة للسعادة، وقد يتغيَّر في حالة حدوث حالات طارئة لكن دومًا يعود إلى نفس النقطة، وثبت أن هذا المؤشر يتغيَّر حسب العُمر، فينخفض مع تقدُّمنا من العشرين إلى الخمسين بسبب مشكلات الشخص البالغ، ثم يرتفع ارتفاعًا طفيفًا حتى السبعينيات بسبب النضج وينخفض مرة أخرى بسبب مخاوف الشيخوخة، لكن اهتمامنا بالعمل على أنفسنا يرفع من قدرتنا على إعلاء مستوى الرضا لتلك النقطة الثابتة، حتى تصبح السعادة أكثر عمقًا وديمومة.
الفكرة من كتاب في السعادة.. رحلة فلسفية
لطالما كانت السعادة موضوعًا أساسيًّا يشغل بالنا، وقد نمضي حياتنا كلها في ملاحقته، لذا من الجيد أن نعرف أننا لسنا بمفردنا، وأن الكثير من العقول التي مرَّت على تاريخ البشرية وقفت أمام السعادة وتساءلت عن معناها وعن سبيل الوصول إليها، ويقدِّم لك هذا الكتاب رحلة فلسفية ستسير فيها جنبًا إلى جنب مع الفلاسفة، لتعرف كيف كانوا يُفسِّرون السعادة.
مؤلف كتاب في السعادة.. رحلة فلسفية
فريدريك لونوار: عالم اجتماع، ومُحاضر، وكاتب فرنسي، وُلد في يوليو 1962 في مدغشقر، ويعمل منذ عام 1991 كباحث في جامعة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية التي حاز منها شهادة الدكتوراه.
من أعماله: “روح العالم”، و”وعد الملاك”، و”قوة الفرح”.
لطالما كانت السعادة موضوعًا أساسيًّا يشغل بالنا، وقد نمضي حياتنا كلها في ملاحقته، لذا من الجيد أن نعرف أننا لسنا بمفردنا، وأن الكثير من العقول التي مرَّت على تاريخ البشرية وقفت أمام السعادة وتساءلت عن معناها وعن سبيل الوصول إليها، ويقدِّم لك هذا الكتاب رحلة فلسفية ستسير فيها جنبًا إلى جنب مع الفلاسفة، لتعرف كيف كانوا يُفسِّرون السعادة.