إلى المستقبل
إلى المستقبل
شهِد عصرنا كثيرًا من التغيرات والتحولات التي ستستمر إلى المستقبل وتكبر، والتي نحتاج إلى أن نواكبها ليستمر نجاح مشروعاتنا ولتنتشر أفكارنا، لم يعد ممكنًا أن نبني أفكارنا على ما نفترض أنه سائدٌ ومألوف، دون أن نفهم إلى أين يتجه الناس، فقد كان من المألوف في الماضي مثلًا أن تشغل لوحة المفاتيح ما يُقارب نصف واجهة الهاتف المحمول!
من لا يواكِب العصر ويتمسك بتاريخه العريق سيخسر الكثير، كما خسرت صناعة الصحف والجرائد ومواقعها الإلكترونية، لا لانخفاض الجودة أو قلة الخبرة، ولكن لأنها لم تكن على صِلة بالناس وتغير طريقتهم في البحث عن المعلومات ومشاركتها.
وقد تغيرت أيضًا طريقتنا في التنقل، فصرنا نميل إلى استخدام تطبيقاتٍ مثل Lyft على سياراتنا الخاصة، ويسرت لنا تطبيقات مثل Waze تجنب الطرق المسدودة أو المزدحمة. حوَّل انتشار الإنترنت التسوق إلى نشاطٍ عالمي، ووفرت منصاتٌ مثل Khan Academy تجربة تعليم تناسب مستويات الفهم المختلفة، وصارت الكتب في منافسةٍ رقمية كبيرة خصوصًا بعد ظهور Kindle، وصرنا ننتج في يومين اثنين كمًّا من المعلومات يساوي ما أنتجناه منذ بدء الحضارة إلى 2003 كما يقول إِرِك شمدت المدير التنفيذي السابق في جوجل.
أُعيد تعريف ميزة القرب، فلم يعد الأمر يعتمِد على الجغرافيا، وصار المدير التنفيذي لكبرى الشركات على بُعد تغريدةٍ واحدة من عملائه، ولم يعد انتماؤنا محدودًا بالمكان الذي نسكن فيه، وصرنا ننتمي إلى مساحاتٍ رقمية افتراضية، وإلى علاماتٍ تجارية تشكل جزءًا من قصتنا.
وأصبح للشركات رأس مالٍ اجتماعي متمثلٍ في الإعجابات والتقييمات على شبكات التواصل، ونشأت منصات تمويلٍ جماعي مثل Kickstarter وkiva، وتغير مفهوم الثقة التي كان لا بد من شرائها بميزانيات ورفوف وإعلانات لتوفِّرَها منصات مثلTaskRabbit للمستقلين، أو Airbnb لشخصٍ واحد ربما يعمل بدوام جزئي. وتحولت أمور كثيرة من مزايا مستحسنة إلى طلبات أساسية ينتظرها الجمهور، مثل الشخصنة.
الفكرة من كتاب اصنع فكرة تطير (حكاية كل فكرة استثنائية) – MEANINGFUL
في عالمٍ تملؤه خيارات متشابهة ولا محدودة، نحتاج إلى النظر إلى عملائنا على أنهم مصدر إلهام لا فريسة، أن نفهم مشكلاتهم وآمالهم لنُبدع أفكارًا ناجحة تُغير قصصهم، وسواء كنت رائد عمل صغير أم صاحب علامة تجارية كبيرة تحاول البقاء على القمة، فسيفيدك أن تعرف معنا في هذا الكتاب أُسلوبًا مختلفًا في التسويق نركز فيه على قصة العميل، وننتبه فيه للتغيرات التي يشهدها عصرنا، ونتعرف أمثلةً ناجحة ونفهم سبب نجاحها، ونعرف مخطَّط القصة الذي ابتكرته المؤلفة ليساعدنا في رحلتنا الإبداعية مع أفكارنا وابتكاراتنا وتنفيذها.
مؤلف كتاب اصنع فكرة تطير (حكاية كل فكرة استثنائية) – MEANINGFUL
برناديت جيوا، كاتبة أيرلندية أسترالية، بدأت مشوارها بالكتابة على مدونتها الإلكترونية، ثم نشرت كتبًا عديدة في مجال التسويق وغيره، مثل الكتاب الذي بين أيدينا، وكتاب “تعلم التسويق كأنك تعيش قصة حب – Marketing, a love story”، و”What great story tellers know”، و”Making your idea matter”، ثم دخلت عالم الروايات مع رواية “The making of her”.
وهي تقدم ورشًا وخدمات إرشادية على موقعها الإلكتروني thestoryoftelling.com.
المترجم: أحمد الشاذلي.