قصة العُملاء
قصة العُملاء
عادةً ما نبدأ مشروعاتنا بصناعة منتَجٍ ما ثم ترويجه للناس، لكن ما ينبغي فعله هو أن نبدأ من قصص العملاء واحتياجاتهم ومشاعرهم، فمزايا منتجاتنا لن تكون ذات قيمةٍ إن لم تؤثر في حياة عملائنا، وما من مشروعٍ ينجح إلا إذا كان هناك أُناسٌ مستعدون لبذل المال والوقت والولاء مقابل الخدمة التي يمنحهم إياها.
أشهر المنتجاتِ في عصرنا هي منتجات تغيرت قصص الناسِ قبل وبعد استخدامها، بعد جهاز القارئ الإلكتروني Kindle لم يعد الناس يحملون الكتب عند السفر أو يمضون وقتًا في ترتيب المكتبة، وبعد Nespresso التي تبيع كبسولات القهوة لم يعد الناس يشترون القهوة بالكيلو جرام، وبعد Google لم نعد بحاجةٍ إلى الخرائط الورقية وحفظ كثير من المعلومات في رؤوسنا. وغيرها من المنتجات التي تُحافظ على مكانتها بالتجديد والتطوير بناءً على ما يحتاج إليه عملاؤها، فجوجل مثلًا لا يكمن سر نجاحها في مهارة المبرمجين بل في متابعة سلوك المستخدمين؛ فلا تمنحنا فقط نتائج بحث بل تُوصلنا إلى ما نريده فعلًا. كما تعزز تلك الشركات الصاعدة صِلتها بعملائها، فنجد Amazon تُرشح لمستخدمها كُتبًا تُناسب ذوقه وقد لا يجد ذلك حين يتجول بين رفوف المكتبات الكبيرة، ونجد أن سائقي Uber يهتمون براحتنا أكثر من سائقي سيارات الأجرة، لأننا سنُرسل تقييمنا للرحلة إلى الشركة، ونحن غالبًا لا نُمانِع أن ندفع جزءًا من خصوصيتنا ثمنًا لتجارب أفضل مع ما نستخدمه من منتجات.
لم يعد الاعتماد على تعريف الناس بالمنتجاتِ وجذب انتباههم كافيًا ليشتروها، وإنما أصبح مهمًّا أن نجذبهم ونبني شعورًا بالأُلفة والثقة معهم، خصوصًا في عصر المشتتات، ومع مواجهة الفوضى والمنافسة وتشابه السلع في السوق، ووعي المستهلكين، لم يعد كافيًا أن نطلب من قسم التسويق قصة ملائمة للجمهور في النهاية، وإنما عليه أن يتدخل من البداية لنتخيل قصة العملاء مع المنتج قبل صنعه، وصار علينا أن نفهم رغبات العميل ونحاول تلبيتها، ويمكن أن نتصورها كهرمٍ يشبه هرم ماسلو، في قاعدته المنتج والخدمة والمنصة والوصول، تعلوها طبقة تأدية الوظيفة والمساواةِ والتجربة، ثم طبقة الاستجابة السريعة والصِّلة، وعلى قمته الفهم. صار علينا أن نقول للناس: “أنا أراك”، لا أن نصرخ: “انظر إلي!”.
الفكرة من كتاب اصنع فكرة تطير (حكاية كل فكرة استثنائية) – MEANINGFUL
في عالمٍ تملؤه خيارات متشابهة ولا محدودة، نحتاج إلى النظر إلى عملائنا على أنهم مصدر إلهام لا فريسة، أن نفهم مشكلاتهم وآمالهم لنُبدع أفكارًا ناجحة تُغير قصصهم، وسواء كنت رائد عمل صغير أم صاحب علامة تجارية كبيرة تحاول البقاء على القمة، فسيفيدك أن تعرف معنا في هذا الكتاب أُسلوبًا مختلفًا في التسويق نركز فيه على قصة العميل، وننتبه فيه للتغيرات التي يشهدها عصرنا، ونتعرف أمثلةً ناجحة ونفهم سبب نجاحها، ونعرف مخطَّط القصة الذي ابتكرته المؤلفة ليساعدنا في رحلتنا الإبداعية مع أفكارنا وابتكاراتنا وتنفيذها.
مؤلف كتاب اصنع فكرة تطير (حكاية كل فكرة استثنائية) – MEANINGFUL
برناديت جيوا، كاتبة أيرلندية أسترالية، بدأت مشوارها بالكتابة على مدونتها الإلكترونية، ثم نشرت كتبًا عديدة في مجال التسويق وغيره، مثل الكتاب الذي بين أيدينا، وكتاب “تعلم التسويق كأنك تعيش قصة حب – Marketing, a love story”، و”What great story tellers know”، و”Making your idea matter”، ثم دخلت عالم الروايات مع رواية “The making of her”.
وهي تقدم ورشًا وخدمات إرشادية على موقعها الإلكتروني thestoryoftelling.com.
المترجم: أحمد الشاذلي.