العنف الأسري
العنف الأسري
العنف سلوك له دوافع ما، وإذا اتجهنا بشكل خاص إلى العنف الأسري، فهو ليس مستحدثًا، بل له دوافع تراكمية قد تكون منذ الطفولة عند الشخص، واتفق الباحثون أن هناك دوافع مترابطة تؤدي إلى العنف ضد الأطفال، ومنها: أسباب اجتماعية، وثقافية، وتربوية، وبيئية، ونفسية، وبيولوجية، واقتصادية.
فالأسباب الاجتماعية مثل الجهل بالواقع الاجتماعي لدى الأسرة، ما يوقعها في أخطاء تربوية كارثية، وكذلك الجهل بالتربية السليمة، وأيضًا الثراء غير المشروع يزيد من العواقب مثل السرقة وانتشار الرذيلة، والتربية الأسرية وتتمثَّل في سوء التعامل بين الوالدين أو تعنيف الوالدين لأطفالهم كعقاب على أي شيء، وقد يُعنّف طفل عن آخر في الأسرة بغرض التمييز في المعاملة، وبالتالي يصبح معاملات الطفل مع من حوله عنيفة، والحرمان العاطفي عند الأطفال بسبب أعمال الوالدين الكثيرة أو التدليل الزائد، وحين يُحرَم الطفل من رغبة ما يشعر فورًا بالحرمان، والمشاكل العائلية مثل الطلاق أو الزيادة في عدد أفراد الأسرة أو سيادة الأب فقط وقهر الأم أو مشاكل الأم العاملة أو إدمان أحد الأبوين، وحينها يصبح أحدهما مثالًا سيئًا لأطفاله فيقومون بتقليده، والعادات والتقاليد الخاطئة التي تنتشر في المجتمع بالسيادة الذكورية في الأسرة، أي أن رب الأسرة لا يتعامل إلا بالعقاب والعنف، ويعطيه حق الهيمنة على الأنثى بالضرب والسب، وأيضًا الزواج المبكر دون وعي من الطرفين يسبِّب اضطرابات ومشاكل بينهما، ما ينعكس على أطفالهما بالسلب.
وأما الأسباب الثقافية فتتمثَّل في الجهل بالتعامل مع الآخرين واحترامهم، وقلة ثقافة الزوج عن زوجته تخلق جوًّا من التوتر، ما يجعله ينفِّس غضبه في العنف معها أو مع أطفالهما، وكذلك قلة النزاع الديني داخل الأسرة أو في المجتمع يؤدي إلى ارتكاب المعاصي والأعمال غير الأخلاقية، والأسباب التربوية والبيئية أي ترجع إلى التنشئة الأولى للعنيف، أي أنه تربَّى في وسط مُعتاد العنف وعدم احترام المرأة، وتعرَّض هو نفسه للعنف في صغره، والأسباب النفسية أي أن يكون الشخص مُصابًا ببعض الأمراض العقلية، والأسباب الفسيولوجية والبيولوجية، وأخيرًا الأسباب الاقتصادية بسبب ضغط الفقر أو البطالة، وعدم النضج العاطفي والزوجي للأزواج، والتأثر بتوجيهات العنف من خلال الإعلام.
الفكرة من كتاب سيكولوجية العنف وأثره على التنشئة الاجتماعية للأبناء
منذ بداية الخليقة وجد العنف، والدليل على ذلك أول جريمة قتل وعنف حدثت كانت بين ابنَي سيدنا آدم (عليه السلام) قابيل وهابيل، تشكّل العنف في صور متعدِّدة منها: القتل والتعذيب والتعنيف سواء للمرأة والأطفال وكبار السن والحيوانات وغيرهم، وحين نراجع أغلب قصص المجرمين والقتلة نجد أن طفولتهم كانت معنَّفة في الغالب، وعانوا سوء المعاملة في الصغر من أحد الوالدين أو الأقارب، كما أن للعنف أشكالًا كثيرة سواء جسدية أو نفسية أو لفظية، وتختلف درجته كذلك، وفي كتابنا هذا تُشير الكاتبة إلى ماهية العنف الأسري وأنواعه وأثره في تنشئة أطفالنا وكيفية علاجه.
مؤلف كتاب سيكولوجية العنف وأثره على التنشئة الاجتماعية للأبناء
نرمين حسين السطالي: كاتبة ومعلمة، وعملت أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس، ولها كتاب آخر “أثر شبكات الإنترنت على اتجاهات الشباب في عصر العولمة”.