سيكولوجية العنف
سيكولوجية العنف
ما مفهوم سيكولوجية العنف؟ نحن أمام مفهومين في مصطلح مركَّب واحد: الأول سيكولوجية، والثاني العنف، فالسيكولوجية هو مصطلح يُعرِّفه علم النفس القديم أنه دراسة الظواهر العقلية معتمدة على الملاحظة والقياس والتقريب، وتنقسم تبعًا لمبادئ علم النفس السلوكي والتكوين، وأيضًا تبعًا لموضوعها مثل السيكولوجية العامة، وسيكولوجية الحيوان، وتبعًا للمنهج مثل السيكولوجية النظرية، والسيكولوجية التجريبية.
وأما “العنف” فهو سلوك يُسبِّب أذًى للناس أو الأشياء، واستخدام القوة الجسدية أو القدرة أو السلطة بطريقة غير قانونية إما بالفعل وإما بالتهديد، وهو أيضًا القسوة ويُسبِّب تمزُّقًا في الروابط الاجتماعية وبخاصةٍ لو كانت في العائلة، فيحدث خلل في التوازن الاجتماعي، كما يقول السيكولوجي نوربير سيلامي إن العنف هو “استخدام مُفرط للقوة من خلال إنكار القانون وإنكار حق الفرد”.
ويُعرَّف العنف أيضًا أنه سلوك متأصِّل في النفس البشرية يتشكَّل بسبب عدم الكفاءة الذهنية، وقد يصل إلى مرحلة الانهيار العقلي أو الجنون لأنه وسيلة لمواجهة مشكلة ما أو للعقاب أو التوبيخ نتيجة ارتكاب خطأ ما، أو قد يكون بسبب مشكلة فسيولوجية عند الإنسان نتيجة قصور في الهرمونات أو الغدد أو تنشئة بيئية خاطئة، لكنه صورة غير مقبولة أخلاقيًّا أو اجتماعيًّا، وله أنواع متعدِّدة، وتتبعه مظاهر متعدِّدة مثل الاعتداء بالسبِّ والضرب أو يكون عنفًا مخفيًّا مثل العنف المعنوي والنفسي والقسوة، ومن إحدى صوره أيضًا النبذ الاجتماعي سواء للفرد أو المجتمع، ويعتمد على السخرية والازدراء وزيادة الكراهية، ما يؤدي إلى عدم وجود عدالة واغتصاب الحقوق، وقد تلحق بهم أضرار جسدية ونفسية نتيجة للنزعة العدوانية والاستجابة للعنف.
وهناك عدة نظريات تُفسِّر أسباب العنف والعدوان، منها: نظرية الإحباط والعدوان أي بسبب الإحساس بالإحباط نتيجة الظلم الاجتماعي، ونظرية التحليل النفسي أثبتت أن هناك علاقة بين العنف الأبوي لأطفالهم والأذى الذي مرَّ به الأبوان في صغرهما، ونظرية الضغوط أي بسبب كثرة المطالب على الفرد ويُجبَر على تسريعها، ما يدفعه إلى العنف، ونظرية معرفية أي عنف الوالدين تجاه أطفالهما بسبب نقص مهاراتهم الإدراكية، ونظرية تعاطف تتغاضى عن عنف الوالدين أنهما لم يمارسا التعاطف بسبب عدم تخيُّلهما لمشاعر الآخرين وتقليدهم.
الفكرة من كتاب سيكولوجية العنف وأثره على التنشئة الاجتماعية للأبناء
منذ بداية الخليقة وجد العنف، والدليل على ذلك أول جريمة قتل وعنف حدثت كانت بين ابنَي سيدنا آدم (عليه السلام) قابيل وهابيل، تشكّل العنف في صور متعدِّدة منها: القتل والتعذيب والتعنيف سواء للمرأة والأطفال وكبار السن والحيوانات وغيرهم، وحين نراجع أغلب قصص المجرمين والقتلة نجد أن طفولتهم كانت معنَّفة في الغالب، وعانوا سوء المعاملة في الصغر من أحد الوالدين أو الأقارب، كما أن للعنف أشكالًا كثيرة سواء جسدية أو نفسية أو لفظية، وتختلف درجته كذلك، وفي كتابنا هذا تُشير الكاتبة إلى ماهية العنف الأسري وأنواعه وأثره في تنشئة أطفالنا وكيفية علاجه.
مؤلف كتاب سيكولوجية العنف وأثره على التنشئة الاجتماعية للأبناء
نرمين حسين السطالي: كاتبة ومعلمة، وعملت أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس، ولها كتاب آخر “أثر شبكات الإنترنت على اتجاهات الشباب في عصر العولمة”.