عن إحداثيات السماء
عن إحداثيات السماء
لعلك متحمسٌ الآن لرصدِ تلك الأجرام التي تحدثنا عنها وغيرها، ولكن قبلها سيكون عليك معرفة بعض الأمور عن إحداثيات السماء.
عندما ننظر إلى السماء سيبدو الأمر وكأننا في مركز كرة نُسميها الكرة السماوية، ولكي نحدِّد موقع نجمٍ أو جرم سماوي ما فينبغي أن نحدِّد أولًا موقعنا على الأرض، ونعرف كم الساعة، ونعرف في أي فصلٍ نحن، لأن ما نراه من نجوم يتغيَّر بتغيُّر موقع الأرض بالنسبة إلى الشمس، عدا النجوم القطبية التي نراها طول العام لأنها فوق مستوانا، وللكرة السماوية قطبان سماويان، وخط استواء سماوي، ودوائر ميلٍ كدوائر العرض، ودوائر ساعية كخطوط الطول، وأما المطلع المستقيم فهو الزاوية بين الدائرة الساعية لنجم ما والدائرة الساعية للاعتدال الربيعي، وفي الجزء الخاص بك من الكرة السماوية تسمَّى أعلى نقطة فوقك السمت،
وأما دائرة الزوال فهي الخط الممتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب مرورًا بالسمت، وكل جرمٍ في السماء يشرق ثم يرتفع في السماء إلى دائرة الزوال حيث تكون أفضل فرصة لرصده، ثم يغرب، وتُقاس المسافة بين الأجرام السماوية بالدرجات القوسية، والتي يمكن أن نقيسها تقريبيًّا بأيدينا، ولكي نحدِّد موقع نجم ما، نحتاج إلى معرفة الميل والمطلع المستقيم والكوكبة التي ينتمي إليها من بين 88 كوكبةٍ حدَّدها الاتحاد الفلكي الدولي، والكوكبات أشبه بدولٍ سماوية، وهي مجموعة من النجوم في السماء يربط بينها قربها بالنسبة إلى الناظر من الأرض فقط، وقد ارتبطت في الحضارات القديمة بكثير من الأساطير، وكذلك العديد من النجوم، وكثير منها يحمل أسماء من أصول عربية، ومع اكتشاف عدد هائل من النجوم وُضعت نُظُمٌ حديثة للتسمية منها تسميتها بالحروف اللاتينية بناء على لمعانها الظاهري الذي يعطيه الفلكيون أرقامًا تبدأ من السالب وتزداد بالموجب، والشمس لمعانها الظاهري -26.8 وأقصى ما تراه العين المجردة 6 وأقصى ما يلتقطه تليسكوب هابل 30 تقريبًا.
وتسمى الكوكبات التي تقع خلف الشمس أثناء دوران الأرض حولها بدائرة البروج، وهي تمثل الأبراج المعروفة، إلا إنها 12 كوكبة ونصف، إذ تقف الشمس عند كوكبة الحواء 13 يومًا، وتعد التوقعات المرتبطة بالأبراج ضربًا من الوهم لأنها كلام عام جدًّا ونبوءات متحققة لذاتها، وقد نفت صحتها التجارب العلمية، إضافةً إلى أن المنجِّمين لم ينتبهوا لظاهرة المبادرة المحورية التي وقعت قبل 2500 سنة ونقلت الأبراج النجمية الحقيقية عن موقعها في السماء شهرًا كاملًا، ما يعني أن من يُعد حملًا في الجرائد هو حوتٌ في الحقيقة!
الفكرة من كتاب السما (دليل عملي مصور يقدِّم علم الفلك من الصفر)
كيف يمكن أن تبدأ رحلتك مع سماء الليل وعلم الفلك والرصد؟ يجيب “كتاب السما” عن هذا السؤال في رحلةٍ علمية مثيرة وممتعة وجميلة تدفعنا إلى التأمُّل، يُحدثنا فيها عن النجوم والكواكب والأقمار وغيرها من الأجرام في هذا الكون الواسع، وعما يمكن أن نحتاج من إحداثياتٍ واستعداداتٍ أو أدواتٍ للاستمتاع برصدها.
مؤلف كتاب السما (دليل عملي مصور يقدِّم علم الفلك من الصفر)
شادي عبد الحافظ: صيدلاني، وكاتب ومحرِّر علمي، كتب مقالاتٍ علمية على منصَّات عربية مثل “إضاءات”، و”ميدان”، وفي مجلات عالمية مثل “Scientific American” الطبعة العربية، و”National Geographic” للشباب، و”Popular Science” العلوم للعموم، وقدَّم العديد من الأنشطة والمحاضرات العلمية في جامعات مصرية وأماكن أخرى، وهو مؤسس نادي هواة الفلك بالدلتا، ومؤسس شريك في مبادرة “السماء الليلة”، ومقدم دورة “مغامرة في الفضاء” على موقع يوديمي؛ يشرح فيها علم الفلك ببساطة للأطفال وأسرهم.
وألَّف أيضًا كتاب: “الفتاة التي أنجبت أمها – أفكار مدهشة عن ذاتك، العالم من حولك، والكون الواسع”.