من النجوم إلى المجرات
من النجوم إلى المجرات
هنالك أنواعٌ من النجوم قلَّ ما نسمع عنها، مثل النجوم الثنائية التي تُمثِّل نصف نجوم السماء تقريبًا، وتتكوَّن من نجمين يدور كلٌّ منهما حول الآخر ومرتبطان جذبويًّا، ولا نعدّ كل نجمين متجاورين نجمًا ثنائيًّا، فهنالك ثنائيات كاذبة أو ضوئية.
كثير من النجوم التي تبدو منفردة حين ننظر إليها بأعيننا أو عبر تليسكوب صغير يتبيَّن أنها نجوم مزدوجة إذا نظرنا إليها عبر تليسكوب كبير، وأحيانًا يظهر لنا أن لكل نجمٍ رفيقًا آخر يدور معه؛ أي إنه نظامٌ متعدِّد يحتوي أربعةِ نجوم، ومن أشهر أمثلة النُظم المتعدِّدة نجم ميراز وألكور من كوكبة الدب الأكبر الذي يضم ستة نجوم.
ومن أنواع النجوم أيضًا النجوم المتغيرة التي يتغيَّر لمعانها الظاهري بأنماط ثابتة أو غير ثابتة، وتبدو وكأنها تغمز لنا على الأرض، ولها نوعان أساسيان هما النجوم المتغيِّرة الأصيلة التي تتغيَّر بطبيعتها كالنجوم المتغيرة النابضة التي تنتفخ وتنكمش فيتغيَّر لمعانها، والنجوم المتغيِّرة غير الأصيلة التي يتغيَّر لمعانها لأسباب مثل دوران نجم آخر أقل لمعانًا حولها كما في حالة نجم الشيطان أو رأس الغول، وتسمَّى بالثنائيات الكُسوفية.
ويتعرَّف الفلكيون على كثيرٍ من خصائص النجوم من خلال رصد ضيائية النجم وهي كم الإشعاع المتناسب طرديًّا مع حجمه وحرارته، ورصد الطيف النجمي الذي تظهر فيه خطوط سوداء تشبه الباركود عندما تمرِّر حزمة من ضوء النجم على عناصر معينة، ويمكننا فهم العلاقة بين أنواع النجوم وحرارتها وضيائيتها بالنظر إلى مخطَّط هرتزسبرنج-راسل الشهير.
وفي السماء تجمعاتٌ نجمية متنوِّعة، كالتجمُّعات أو العناقيد النجمية المفتوحة التي تتكوَّن حين تولد مجموعة من النجوم معًا في سديم منتشر، أما التجمُّعات أو الحشود الكروية فهي تجمُّعات هائلة في هالة المجرة تدور في مدارات بيضاوية حول مركزها، وهي أقدم من بعض المجرات.
والمجرات هي وحدات بناء الكون، وهي تجمُّعات ضخمة جدًّا من النجوم والغبار والغاز مرتبطة جذبويًّا وتدور حول مركز واحد، والعجيب أن الأجرام البعيدة عن المركز تدور بنفس سرعة الأجرام القريبة مخالفةً قوانين نيوتن، لذا يفترض العلماء وجود المادة المظلمة التي لا تشعُّ شيئًا نعرفه ولا تتفاعل مع أي شيء وتغلِّف المجرَّات مانعةً النجوم في أطرافها من الهروب، وتُشكِّل مع الطاقة المظلمة التي يُتصوَّر أنها تدفع الكون للتمدُّد والاتساع 95% من تركيب الكون!
وتُقسَّم المجرات إلى أنواع عديدة حسب شكلها كالمجرات الحلزونية والحلزونية العصوية والمجرات البيضاوية (الإهليلجية) والمجرَّات العَدَسية والمجرَّات غير المنتظمة.
الفكرة من كتاب السما (دليل عملي مصور يقدِّم علم الفلك من الصفر)
كيف يمكن أن تبدأ رحلتك مع سماء الليل وعلم الفلك والرصد؟ يجيب “كتاب السما” عن هذا السؤال في رحلةٍ علمية مثيرة وممتعة وجميلة تدفعنا إلى التأمُّل، يُحدثنا فيها عن النجوم والكواكب والأقمار وغيرها من الأجرام في هذا الكون الواسع، وعما يمكن أن نحتاج من إحداثياتٍ واستعداداتٍ أو أدواتٍ للاستمتاع برصدها.
مؤلف كتاب السما (دليل عملي مصور يقدِّم علم الفلك من الصفر)
شادي عبد الحافظ: صيدلاني، وكاتب ومحرِّر علمي، كتب مقالاتٍ علمية على منصَّات عربية مثل “إضاءات”، و”ميدان”، وفي مجلات عالمية مثل “Scientific American” الطبعة العربية، و”National Geographic” للشباب، و”Popular Science” العلوم للعموم، وقدَّم العديد من الأنشطة والمحاضرات العلمية في جامعات مصرية وأماكن أخرى، وهو مؤسس نادي هواة الفلك بالدلتا، ومؤسس شريك في مبادرة “السماء الليلة”، ومقدم دورة “مغامرة في الفضاء” على موقع يوديمي؛ يشرح فيها علم الفلك ببساطة للأطفال وأسرهم.
وألَّف أيضًا كتاب: “الفتاة التي أنجبت أمها – أفكار مدهشة عن ذاتك، العالم من حولك، والكون الواسع”.