ميلاد النجوم
ميلاد النجوم
عندما ننظر إلى سماء الليل، تبدو لنا كقبةٍ مُزيَّنة بالنجوم، فما قصة تلك الأجسام اللامعة البعيدة التي تُزيِّن السماء؟
تولد النجوم في قلب السُّدُم، وهي سُحب كثيفة من الغاز والغبار المتكوِّن من مركَّبات وعناصر كيميائية مثل الهيدروجين والهيليوم وغيرها، وصورها واسعة الانتشار بألوانها المميزة، وهي ثلاثة أنواع: السُّدُم الكوكبية، وبقايا المستعِرات العظمى، والسُّدُم المنتشرة التي تحمل كمًّا ضخمًا من الهيدروجين.
تتجمَّع أجزاء من تلك السُّدم بسبب جاذبيتها أو جاذبية نجم قريب أو موجات صدمية من انفجاره لتُكوِّن نجمًا أوليًّا، ثم ترتفع حرارة مركزه حتى تصل إلى 15 مليون درجة مئويةٍ تقريبًا ليحدث اندماج نووي تندمج فيه أنوية ذرات الهيدروجين لتصنع الهيليوم ويتحوَّلَ النجم الأوَّلي إلى نجم تسلسل رئيس وقوده الهيدروجين مثل الشمس، وتعيش النجوم 90% من أعمارها في تلك المرحلة، وبعض النجوم لا تصل إليها فتتحوَّل إلى أقزام بنيَّة، وبعضها يدمج الهيدروجين ببطء شديد في كل مكان فيه وليس في النواة فقط، وتلك هي الأقزام الحمراء التي تعدُّ من أطول النجوم عمرًا وأكثرها وفرةً في الكون، وبعض النجوم تبدأ حياتها كثيفةً جدًّا فتتحوَّل إلى عمالقة زرقاء تنفجر بعد عمرٍ قصير، أي عدة ملايين من السنوات.
لماذا لا تنفجر النجوم مع تلك التفاعلات الهائلة في مركزها؟ بسبب الاتزان بين قوى الجاذبية التي تضغط النجم على نفسه وقوة التفاعلات التي تضغط إلى الخارج، فعندما ينفد الهيدروجين، يختل الاتزان ويزداد تأثير الجاذبية فتنكمش نواة النجم وترتفع حرارتها لتحدث تفاعلات جديدة يندمج فيها الهيليوم مكوِّنًا الكربون أو الأكسجين، ويتضخَّم النجم مئة مرة متحولًا إلى عملاقٍ أحمر، بعدها تنتهي حياة النجوم متوسطة الحجم كالشمس بنفض أغلفتها الخارجية مكونةً سديمًا كوكبيًّا في قلبه قزم أبيض كثيف، أما النجوم التي تكبرها بثماني مراتٍ أو أكثر فترتفع الحرارة في مركزها فتتكوَّن عناصر جديدة أثقل مثل الماغنيسيوم والسيليكون وتتحوَّل إلى أقزامٍ حمراء فائقة، وحين يتكوَّن فيها عنصر الحديد يختل الاتزان محدثًا انفجارًا قويًّا نسميه مستعرًا أعظم ومخلفًا نجمًا نيوترونيًّا صغيرًا في مركزه -وهو نجم كثيف يمكن أن تزن ملعقة شاي منه تريليون كيلوجرام! أو ربما ينهار النجم تمامًا إن كان كبيرًا بما يكفي؛ مخلِّفًا ثقبًا أسود ذا جاذبية هائلة لا يستطيع حتى الضوء بسرعته أن يُفلِت منه.
الفكرة من كتاب السما (دليل عملي مصور يقدِّم علم الفلك من الصفر)
كيف يمكن أن تبدأ رحلتك مع سماء الليل وعلم الفلك والرصد؟ يجيب “كتاب السما” عن هذا السؤال في رحلةٍ علمية مثيرة وممتعة وجميلة تدفعنا إلى التأمُّل، يُحدثنا فيها عن النجوم والكواكب والأقمار وغيرها من الأجرام في هذا الكون الواسع، وعما يمكن أن نحتاج من إحداثياتٍ واستعداداتٍ أو أدواتٍ للاستمتاع برصدها.
مؤلف كتاب السما (دليل عملي مصور يقدِّم علم الفلك من الصفر)
شادي عبد الحافظ: صيدلاني، وكاتب ومحرِّر علمي، كتب مقالاتٍ علمية على منصَّات عربية مثل “إضاءات”، و”ميدان”، وفي مجلات عالمية مثل “Scientific American” الطبعة العربية، و”National Geographic” للشباب، و”Popular Science” العلوم للعموم، وقدَّم العديد من الأنشطة والمحاضرات العلمية في جامعات مصرية وأماكن أخرى، وهو مؤسس نادي هواة الفلك بالدلتا، ومؤسس شريك في مبادرة “السماء الليلة”، ومقدم دورة “مغامرة في الفضاء” على موقع يوديمي؛ يشرح فيها علم الفلك ببساطة للأطفال وأسرهم.
وألَّف أيضًا كتاب: “الفتاة التي أنجبت أمها – أفكار مدهشة عن ذاتك، العالم من حولك، والكون الواسع”.