احصل على المساعدة
احصل على المساعدة
حتى يشعر الإنسان بتحسُّن ويستعيد قدرته على الشعور، توجَّه التحليل النفسي إلى نقطتين؛ أولًا: توجَّه إلى الإنسان كي يشعر بضيق أقل وبتحسن أكثر، وثانيًا: أن يطور من قدرات ضبط النفس ودقة الشعور، وقد تم الأخذ رسميًّا بالطرق المعرفية السلوكية في المملكة المتحدة، والتي تجعل المشاعر ثانوية، لكن تم شيوع استخدام العلاجات اللفظية الخاصة بالتحليل النفسي، وهي التي تعزِّز المشاعر دون انتقاد لأي علاج قصير المدى، وهي تهدف إلى تعليم الناس مهارات معرفية لحل مشكلاتهم حتى يستمروا في حياتهم، ومع ذلك زاد الطلب أكثر على العلاجات الكلامية، ويهدف إلى التعامل مع المشاعر أفضل من خلال العلاقات، أي وجود تواصل وعلاقة بين المعالج والمريض الذي يُطالب بالمساعدة كي يشعر بالتحسن.
ومن سِمات المعالجين المميزين: التعاطف والدفء والأصالة والأمانة، ويكون عندهم توجه أخلاقي في طرق علاجهم والتعامل مع مرضاهم، وعلى المعالج أن يتميز بالإخلاص والولاء، ويعلم أن علاجه أو مساعدته للمريض لن تتم عن طريق الإقناع مثل العملية التسويقية، بل عن طريق التغيير في التفكير كما يُسمى “البناء الداخلي”، والتأثير في السلوك، وليشعره بشعور أفضل يحتاج إلى خبرة في الطرح والتعامل، وذلك من خلال نقل الشعور إلى طرق أخرى غير تلك العابرة أو سريعة الزوال، أي يغير الأنماط الثابتة طويلة المدى كي يشعر، لكن العلماء النفسيين وضعوا شرطًا لإدراك الشعور غير الوعي العقلي، وهو الاستبصار، أي الإدراك المعرفي لصراع اللاشعور مع إعادة تنظيم للحياة النفسية، وبعد فترة من تغيير السلوك والتخطي يتم اختباره عن طريق النظر إلى انفعالاته ومشاعره، وهذا يأخذنا في النهاية إلى أن الطرح العلاجي هو أفضل طرق التعامل مع مريض يريد التحسن من خلال علاقته مع المعالج، لأن العلاج لا يتضمن فقط حل أمور لا عقلانية أو مشاكل عالقة أو كيفية التعامل مع الصدمة، بل هو معايشة لأن المريض يتأثر بالظروف الفعلية للحياة، فأينما كنت احصل على المساعدة لأن المشاعر هي ما تشعرك أنك على قيد الحياة فلا تفقدها.
الفكرة من كتاب المشاعر
ما الفرق بين الحي والميت؟ وبين الإنسان والجماد؟ هل على الإنسان أن يسرد تفاصيل منطقية كبيرة كي يذكر الفرق بينه وبين أي (جماد) في العالم؟ الجماد -هذا الشيء- لا نهتم بإطعامه ولا بحزنه ولا حتى عما يفرحه ببساطة لأنه شيء، أي ليس له جسد وروح، والفارق المهم أنه ليس لديه مشاعر، فالإنسان البشري لديه جعبة كبيرة من المشاعر الإنسانية التي تفرِّقه عن بقية الأشياء في العالم، فالإنسان يفرح ويحزن ويجوع ويتألم ويريد ويمتنع، هذه المشاعر هي الفلسفة التي شغلت كثيرًا من علماء النفس حول ماهيتها، لذا في كتابنا هذا “المشاعر” يأخذنا فروش إلى فلسفته حول ماهية المشاعر، وبم نشعر، وكيف نشعر، وهل نحن بالفعل مُتصلون بمشاعرنا ونستطيع التعبير عنها؟
مؤلف كتاب المشاعر
ستيفن فروش: أستاذ علم النفس ورئيس قسم الدراسات النفسية والاجتماعية في جامعة بيركبيك بلندن، وعمل سابقًا استشاري علم نفس إكلينيكي، وهو مؤلف للعديد من الكتب والأوراق حول الدراسات النفسية والتحليل النفسي، بما في ذلك أحدثها “أولئك الذين سيأتون بعد: ما بعد الذاكرة”، و”الإقرار والتسامح”.
ولديه كتب عديدة، منها:
Critical Narrative Analysis in Psychology: A Guide to Practice
Hate and the ‘Jewish Science’: Anti-Semitism, Nazism and Psychoanalysis
معلومات عن المُترجم:
الدكتور عبد الله عسكر: أستاذ علم النفس والتحليل النفسي بكلية الآداب، جامعة الزقازيق، نشر أكثر من ثلاثين بحثًا في ميدان علم النفس الإكلينيكي والتحليل النفسي وأكثر من عشرة كتب متنوعة، وعمل استشاريًّا للصحة النفسية ورئيسًا لأقسام التأهيل بمستشفيات الأمل بالسعودية، وعضو لجنة علم النفس بالمجلس الأعلى للثقافة.