مشكلات تربوية
مشكلات تربوية
التربية لها عوائق ومشكلات تحتاج إلى حلول، وقد تعود إلى أسباب خارجة عن إرادتنا، فمثلًا قد تشتكي امرأة لأن زوجها لا يصلي وتخاف أن ينشأ أطفالها على ذلك، فنقول لها: لا تيأسي؛ صحيح أن الأب له دور قوي في تعويد أطفاله على الصلاة لكن عليكِ أن تتعاملي بحكمة مع هذا الأمر، أولًا لا تعلقي على عدم صلاة الأب أمام الأبناء، وادعي له ولهم بالمواظبة على الصلاة، وأن يحبِّب الله لهم الإيمان والصلاة، وأخلِصي النية، وتحدَّثي مع زوجكِ في هذا الأمر لأجل نفسه وأطفاله، وابدئي بتعليم أطفالك الصلاة وحثهم على أدائها، وإذا كنتِ بلا زوج سواء مُطلقة أو أرملة، لا تقلقي فهذا قدر الله، وكوني لهم الأم والأب والقدوة الطيبة، واعلمي أن الكثير من الصالحين كانوا بلا أب ومنهم الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله)، وكانت أمه تخرج به وهو طفل في الشتاء البارد كي يؤدي صلاة الفجر جماعة.
وهناك مشكلة أخرى شائعة، وهي تكرار الطفل الادعاء والكذب؛ إذ إنه صلى لكنه لم يفعل، أولًا إذا علمتِ كذب ابنتكِ وعاقبتِها لأنها تحب اللعب عن الصلاة فهذا ليس حلًّا، ومن الطبيعي أن ينجذب الطفل إلى اللعب، ومن الحكمة ألا تقابلي ذلك بالصراخ والعقاب، لذا راجعي أسلوبك في أمرها بالصلاة ألا يكون مُنفِّرًا، بل مليئًا بالحب والرفق واللين، ويجب أن تكوني صبورة وتتغافلي أحيانًا، وصلي معها واربطي وقت اللعب بالصلاة، أي أخبريها (تعالي نصلٍّ معًا، ثم بعدها نلعب بألعابك)، وكافئيها على التزامها في الصلاة.
وإذا كان ابنك في مرحلة المراهقة فاحرصي على أن تتركيه يسمع دروسًا دينية تحبِّبه في الدين والصلاة، لكن بشيوخه المفضلين فهو يحتاج إلى التبشير والأسلوب المُطمئن، وأيضًا إذا كان ممن يحرص على الصلاة عقب كل نصيحة وكلام منكِ مُحبَّب عن الانتظام في الصلاة، فعليكِ زيادة معرفته بوسائل متنوعة كما يحب، وإذا كانت الصلاة في وقت لعبه فمن قبلها بفترة ذكِّريه بالصلاة أولًا ثم دعيه يذهب للعب، ولا تجبريه على الوضوء لكل صلاة وبخاصةٍ في فصل الشتاء ما دام مُحافظًا على وضوئه، وتذكَّري أنه ليس طفلًا ولا تعسِّري عليه الأمر.
الفكرة من كتاب كيف تجذبين طفلك للصلاة
الصلاة عماد الدين، وهي ركيزة أساسية في حياة المُسلم، لذا فهي بذرة واجب غرسها في قلب وعقل الطفل المسلم منذ الصغر بأساليب تربوية إبداعية، لأن عقل الطفل عبارة عن لوحة فارغة، وأنت الفنان الذي ترسم بريشتك فيها كما تحب، فإذا أردت إنتاج لوحة خلَّابة عليك الاجتهاد فيها واختيار ألوانها المناسبة، ولأن أفضل أنواع التربية هي التربية عن طريق الربط الإيجابي، فعلى الأمهات والآباء وضع خطط إبداعية لتحبيب أطفالهم في القيام بفريضة الصلاة على أكمل وجه وانتظام منذ بداية إدراكهم، وتعويدهم على العبادات الإيمانية، وربطهم بمعانيها، ويجب أن يجتهد الوالدان في ذلك ويضعان خطة، فلن يكون طفلك ناجحًا في حياته إلا بالصلاة وأيضًا في الآخرة، وعليهم أن يغرسا حب الدين في قلوب أطفالهما، لذا جاء هذا الكتاب ليكون تذكرة للوالدين على جذب أطفالهم إلى الصلاة، وكيف يتعاملون مع أطفالهم لو لم يصلُّوا، لأنهم أمانة ومسؤولية أمام الله (عز وجل).
مؤلف كتاب كيف تجذبين طفلك للصلاة
رضا الجنيدي: كاتبة متخصصة في مجال الأسرة وداعية إسلامية، ومدرِّبة معتمدة من جامعة القاهرة، حاصلة على ليسانس آداب قسم علم نفس، وتمهيدي ماجستير، ومسؤول قسم تطوير المرأة والطفل بجمعية مجيب السائلين الخيرية، ومستشار نفسي وتربوي بشبكة الألوكة، ولديها عدة كتيبات صغيرة منها: “الشرح التربوي والتعليمي لقصة سميَّة بنت خياط للمراهقين”، و”فنون الحب في الإسلام”، و”ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء”.