عقدة القصَّة وشخصياتها
عقدة القصَّة وشخصياتها
عندما نقول (عقدة القصَّة) فإننا نعني الحبكة والمأزق، وكما ذكر الكاتب فإن العقدة هي إحدى الدعائم الثلاث التي يقوم عليها هيكل القصَّة، وهي تحدث عندما يتم اختيار الشخصية المحدَّدة التي ستدور حولها الأحداث، ومن ثم سيدفع الكاتب هذه الشخصية إلى مأزق حتى تتكوَّن الحبكة وتؤدي إلى صراع من الحركات والسلوكيات حتى يصل إلى النهاية.
ولكن قبل أن يصل إلى النهاية سوف يحاول الكاتب أن يجعلها تبلغ ذروة من التشويق، المهم ألَّا يعتمد على سلسلة مصادفات كثيرة وغير معقولة، فالمصادفة يمكن أن تحدث لمرة واحدة، ولو كان الكاتب بارعًا فسوف يتمكَّن من جعلها مصادفة طبيعية وواقعية وسيجعل ما قبلها من الأحداث مبررًا لها، ومن الضروري أن ينقد الشخص نفسه حتى يصل إلى النجاح.
أمَّا الشخصية في القصة فهي المحور الرئيس، فمن المهم إيصال تصوُّرها إلى القارئ، ولا ينبغي أن تكون
جافَّة خشنة خالية من الحياة، فرسم الشخصيات عامَّةً يستلزم كثيرًا من البراعة وبخاصة في القصة القصيرة لأنها لا تحتمل الإسهاب.
وللشخصية ثلاثة أبعاد: بعد خارجي يشمل السلوك الظاهري والمظهر، وبعد داخلي يشمل الأحوال النفسية والفكرية وماينتج عنها من سلوكيات، وبعد اجتماعي يشمل الظروف الاجتماعية.
سواء كانت هذه الشخصية إنسانًا أو حيوانًا، وربما يتعجَّب البعض كيف لنا أن نصف جانبًا اجتماعيًّا للحيوان؟ ولكن هذا شيء ممكن، فإننا إن تكلَّمنا عن الأسد لا بد أن نحدِّد هل هذا الأسد في السيرك أم طليقًا في الغابة، أم في أحد الأقفاص؟
وليس من المنطقي أن يتم حصر الشخصية في دور خير بحت أو دور شر كالشياطين، فالطبيعة البشرية تستلزم وجود عوامل الخير والشر!
المهم أن نصف تصرُّفات الشخصية بناءً على وضعها الاجتماعي والنفسي، وهذا ما يجعل الكاتب بحاجة إلى دراسة واسعة لعلم النفس وأنماط الشخصيات المختلفة.
الفكرة من كتاب فن كتابة القصة
القصة القصيرة هي حكاية تجمع بين الحقيقة والخيال وتُقرَأ في مدة تتراوح ما بين ربع ساعة وثلاثة أرباع الساعة، وهي تستلزم نوعًا من حيوية الأسلوب وروعة التركيبات التي تصل إلى أعماق القارئ، وتهزُّ وجدانه، وتحرِّك شيئًا ما في قلبه.
وهذا ما سنعرفه من الكاتب، حيث يتحدَّث عن فنون كتابة القصَّة وأهم عناصرها وأبعادها.
مؤلف كتاب فن كتابة القصة
حسين القباني: أديب صحفي من التراجمة، عاش يتيمًا عاجزًا مقعدًا، ولكنَّه واصل تعليمه بطريقة ذاتيَّة وكسب المال من عمله في الترجمة، عُيِّن كاتبًا صحفيًّا، وقد ترأَّس تحرير عدد من المجلات الثقافية، وكانت له ندوة أسبوعية عرفت باسم “ندوة القباني” ورصد لها جائزة، ضمَّت نخبة من رجال الثقافة والفكر، وتخرَّج فيها أدباء لمعت أسماؤهم.
من مؤلفاته: “حول العالم في كرسي متحرك“، و”الحب في فيينا“، و”الطريق إلى القدس“.
وترجم نحو مائة كتاب منها: “كوخ العم توم”، و”الرحالة الصغيرة في ألمانيا“.