دعائم أساسيَّة
دعائم أساسيَّة
يمكن أن يأخذ الكاتب قصته من حركة عابرة حدثت في حياته، فكل ما في الأمر أن الكتابة تحتاج إلى الخيال، وبالتالي فإن القصَّة سيكون لها هيكل معيَّن، حيث إنها تقوم على ثلاث دعائم أساسية، وهي: العقدة، والصراع الناشئ عن العقدة، والحل الناشئ عن الصراع، فالحركات والتصرُّفات والصراعات بداخل أي قصَّة تؤدي في النهاية إلى النتيجة أو الحل، المهم ألا يتكلَّف الكاتب المبتدئ في تفريعات العقدة الأساسية، حتى لا يضيع خطَّه الرئيس الذي يسير عليه في حكاية القصَّة، وكذلك لا بد أن يتم التركيز على أداء الصراع حتى يصل إلى نتيجة معيَّنة، وربما لن نتفاجأ إذا ما علمنا أن الكتَّاب الموهوبين والشعراء القدامى لم يدرسوا كل هذه الدعائم، ولكنهم كانوا يستندون على موهبتهم الفطرية وذوقهم العام.
إننا ككتَّاب نستطيع أن نضع الشخصية الواحدة في مئات المآزق والمشكلات ونطوِّرها حتى نصل في النهاية إلى الحلول، المهم في النهاية أن يُراعى عنصر المفاجأة للقارئ، والمفاجأة هنا لا يُقصد بها الشيء غير المعقول! حيث لا ينبغي أن تعتمد النهايات على المصادفات الغريبة وغير الممكنة، لأن المعجزات لم تعد جزءًا من حياتنا الحاليَّة، ولهذا لا ينبغي أن تكون النهاية مشتملة على مصادفات ضخمة تثير السخرية.
ويمكن أن يساعدنا على هذا قراءة قصص لكبار الكتَّاب العالميين، أمَّا البداية فيُراعى فيها أن تكون مثيرة وجذَّابة للقارئ، وأن تكون مبتكرة وقوية وتتوافر فيها عناصر التشويق؛ حتى تجعل الكاتب يكمل قراءته بكل حماس وشغف.
الفكرة من كتاب فن كتابة القصة
القصة القصيرة هي حكاية تجمع بين الحقيقة والخيال وتُقرَأ في مدة تتراوح ما بين ربع ساعة وثلاثة أرباع الساعة، وهي تستلزم نوعًا من حيوية الأسلوب وروعة التركيبات التي تصل إلى أعماق القارئ، وتهزُّ وجدانه، وتحرِّك شيئًا ما في قلبه.
وهذا ما سنعرفه من الكاتب، حيث يتحدَّث عن فنون كتابة القصَّة وأهم عناصرها وأبعادها.
مؤلف كتاب فن كتابة القصة
حسين القباني: أديب صحفي من التراجمة، عاش يتيمًا عاجزًا مقعدًا، ولكنَّه واصل تعليمه بطريقة ذاتيَّة وكسب المال من عمله في الترجمة، عُيِّن كاتبًا صحفيًّا، وقد ترأَّس تحرير عدد من المجلات الثقافية، وكانت له ندوة أسبوعية عرفت باسم “ندوة القباني” ورصد لها جائزة، ضمَّت نخبة من رجال الثقافة والفكر، وتخرَّج فيها أدباء لمعت أسماؤهم.
من مؤلفاته: “حول العالم في كرسي متحرك“، و”الحب في فيينا“، و”الطريق إلى القدس“.
وترجم نحو مائة كتاب منها: “كوخ العم توم”، و”الرحالة الصغيرة في ألمانيا“.