شبهات حول قضايا فكرية وشرعية
شبهات حول قضايا فكرية وشرعية
امتازت بعض القضايا بالتركيز عليها أكثر من غيرها بسبب تعارضها مع الثقافة الغربية السائدة ومركزيتها للإنسان، كالحدود الشرعية مثل الرجم وحد الردة، مع ثبوت فعل النبي والصحابة من بعده وإجماع علماء المسلمين من بعدهم، وأن غاية تلك الحدود هي الزجر والحفاظ على الدين، كما أن للرجم شروطًا في غاية الصعوبة، وترغيب الشريعة في الستر على غير المجاهر.
كذلك قضية مظلومية المرأة التي تخلط بين بعض العادات المجتمعية وتعاليم الإسلام، وما تتعرض له في الميراث من ظلم مزعوم، رغم أن هنالك حالات ترث فيها أكثر من الرجل أو تساويه، وأن الشريعة فرضت على الرجل النفقة، كما تقر الشريعة باختلاف الطبيعة بين الذكر والأنثى وهذا منشأ التضاد مع ثقافة المساواة الغربية.
ثم قضية الجهاد في سبيل الله وتصويره مشابهة لما يجري من فرق معاصرة متطرفة، لا يحاكم الدين إلى أفراده بل العكس، فشتان بين اختلاف الدافع من كسر شوكة الطغاة الذين يمنعنون محكوميهم بالوصول إلى الإسلام وإخراجهم من العبودية لمخلوق ظالم إلى الله تعالى، حتى إن الجهاد الإسلامي راعى حال المستضعفين في الحرب، كالمرأة والطاعن في السن والأطفال، بل وحتى الأشجار، ونهى عن التعرض لهم، وبين حروب دموية نتيجة مطامع دنيوية وأخطاء سياسية مثل المجازر والجرائم الدولية في العصر الحديث.
وأخيرًا قضية الحرية في الإسلام، فالحل كالعادة ليس في استيراد التعابير عنها من ثقافة غربية ليبرالية أو قراءة النصوص الشرعية لصياغة مفاهيم توافق أهواءها، بل كل الجهود يجب أن تبذل ناحية معرفة وتطبيق مراد الله عز وجل، ولا تتعارض الحرية في البحث وإثارة الأسئلة رغبة في الوصول إلى إجابات مع الدين في شيء، بل نحن ضد من يبث الإشكالات ولا يبحث عن حلها متذرعًا بالحرية في السؤال والبحث.
الفكرة من كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
منذ أن تفتح عينيك صباحًا حتى تنام، فأنت تتعرض لكميات هائلة من المدخلات، يتأثر بها الجميع على مختلف أعمارهم ومستوياتهم العلمية، فعصرنا يمتاز بالسيولة الفكرية الشكاكة والفوضوية والهدامة، ومن أكثر المجالات التي تضررت بتلك الموجات هي الدين، خصوصًا وأن أكبر شريحة متأثرة بما في وسائل التواصل الاجتماعية هم المراهقون والشباب، ولا يخفى على أحد مدى أهمية تلك الشريحة العمرية في مجال الدعوة والبذل والعطاء وتحمل المسؤولية نحو دينهم.
سيساعدنا الكتاب على بناء منهجية شرعية فكرية تقي من الشبهات المتراكمة وتعالجها، بل وتضع أسسًا لكيفية جدال الملحدين أو المشككين وبناء الأصول والثوابت لتعزيز اليقين بالإسلام، كمعرفة دلائل إثبات وجود الله تعالى وكمال صفاته، وبراهين النبوة والقرآن الكريم، والرد على شبهات فكرية معاصرة عديدة مثل حجية السنة والإجماع وظلم الإسلام للمرأة وقضية الحرية.
مؤلف كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
أحمد بن يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع بالسعودية، اهتم في صغره بطلب العلم الشرعي فحفظ القرآن في سن العاشرة بجانب بعض المتون العلمية الأخرى، سافر إلى المدينة المنورة ليكمل دراسته الجامعية، وحصل فيها على البكالوريوس من الجامعة الإسلامية.
اهتم بالقضايا الفكرية المعاصرة وعلم الحديث، وأسس عدة مشروعات لتسهيل دراسة العلوم الشرعية، كالبناء المنهجي والفكري وتسهيل السنة وبرامج أخرى لرد الشبهات، مثل صناعة المحاور، وله عدة مؤلفات أشهرها: “أفي السنة شك” و”أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته”.