شبهات حول الله عز وجل
شبهات حول الله عز وجل
الشُبهات تعود إلى نوعين: نوع يطعن في أصل الإسلام، ونوع يطعن في ثوابت الشريعة، ومن أشهر الشبهات التي يُراد بها طعن أصل الإسلام شُبهة وجود الله عز وجل، وأدلّة وجود الله عز وجل لا تنتهي، فالدليل الأول على إثبات وجود الله تعالى هي الفطرة كالمعارف الأولية والغرائز والأخلاق وحاجة الافتقار والتعبد، والدليل الثاني هو المبدأ العقلي “كل حادث لا بد له من محدث”، فالكون بمخلوقاته حادث فلا بد له من إله قدير عظيم مسؤول عن خلقه، وهذا يقودنا إلى الدليلين الثالث والرابع وهما الإتقان والعناية، فمن الواضح في أي ظاهرة مدى إتقان تفاصيلها وكيفية استمرار عملها حتى بلا تدخل مباشر منا، كجسم الإنسان مثلًا.
من تلك المقدمات نصل إلى أن العدالة والحكمة صفتان لإله منزه عن كل نقص، لا يحاط بحكمة كل أفعاله بل لا يسأل عنها لكماله، ويضع الإنسان نفسه في إطاره المحدود أمام إله يستحق العبودية بعد تقدم ذكر دلائل إثبات وجوده، وقد أرسل رسله لتذكير خلقه بأنهم قد ظلموا أنفسهم بالشرك وبالكفر.
ومع انتشار المذهب العلموي ارتفعت منزلة القواعد العلمية المفسرة للظواهر وانتشرت الدعاوى
بالاستغناء عن الإله، ولكن هذه القواعد واصفة مفسرة وليست منشئة وخالقة، فأصبحت النظرية الداروينية بديلًا مناسبًا لتفسير كيفية نشأة الخلق دون إله، وتمت حمايتها أيديولوجيًّا وإقصاء كل المخالفين ومنعهم من النقد العلمي، بل وظهرت فرضية الأكوان المتعددة في محاولة لتفسير ظهور الحياة.
أما حول الحكمة من أفعال الله تعالى، فالعبودية هي النتيجة الطبيعية للعلاقة بين العبد الناقص المحتاج والإله الكامل الغني، ولكن لماذا يوجد الشر في العالم؟
إن الشر نتيجة مباشرة على وجود إرادة للإنسان يختار بها بين طريق الحق والباطل، ولا ينظر إلى الدنيا كأنها المنتهى بل هي ابتلاء والآخرة هي دار الحساب، كما أنه لا وجود للشر المحض بل هناك دائمًا خير منطوٍ داخله.
الفكرة من كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
منذ أن تفتح عينيك صباحًا حتى تنام، فأنت تتعرض لكميات هائلة من المدخلات، يتأثر بها الجميع على مختلف أعمارهم ومستوياتهم العلمية، فعصرنا يمتاز بالسيولة الفكرية الشكاكة والفوضوية والهدامة، ومن أكثر المجالات التي تضررت بتلك الموجات هي الدين، خصوصًا وأن أكبر شريحة متأثرة بما في وسائل التواصل الاجتماعية هم المراهقون والشباب، ولا يخفى على أحد مدى أهمية تلك الشريحة العمرية في مجال الدعوة والبذل والعطاء وتحمل المسؤولية نحو دينهم.
سيساعدنا الكتاب على بناء منهجية شرعية فكرية تقي من الشبهات المتراكمة وتعالجها، بل وتضع أسسًا لكيفية جدال الملحدين أو المشككين وبناء الأصول والثوابت لتعزيز اليقين بالإسلام، كمعرفة دلائل إثبات وجود الله تعالى وكمال صفاته، وبراهين النبوة والقرآن الكريم، والرد على شبهات فكرية معاصرة عديدة مثل حجية السنة والإجماع وظلم الإسلام للمرأة وقضية الحرية.
مؤلف كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
أحمد بن يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع بالسعودية، اهتم في صغره بطلب العلم الشرعي فحفظ القرآن في سن العاشرة بجانب بعض المتون العلمية الأخرى، سافر إلى المدينة المنورة ليكمل دراسته الجامعية، وحصل فيها على البكالوريوس من الجامعة الإسلامية.
اهتم بالقضايا الفكرية المعاصرة وعلم الحديث، وأسس عدة مشروعات لتسهيل دراسة العلوم الشرعية، كالبناء المنهجي والفكري وتسهيل السنة وبرامج أخرى لرد الشبهات، مثل صناعة المحاور، وله عدة مؤلفات أشهرها: “أفي السنة شك” و”أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته”.