الرموز والتأثير
الرموز والتأثير
تختلف قدرات البشر في فهم الرسائل الإعلامية ونتيجة لذلك اكتشف المتخصصون أنه وحتى تكون الرسالة الإعلامية التي يتم بثها للجمهور ذات قوة وتأثير فإنها تنقل إلى قادة الرأي أولًا لإعادة صياغتها وتبسيطها لتتناسب مع الجموع المنقولة لهم فيما يسمى بنظرية “التدفق على مرحلتين”.
الأزمات السياسية من أوضح الأمثلة التي تلجأ فيها وسائل الإعلام لهذه النظرية، مستعينة بمختلف الرموز والمشاهير ذوي التأثير الجماهيري، ويذكر المؤلف ثلاثة أنماط من التعامل مع تلك الرموز:
النمط الأول: المنع، وذلك بعدم السماح ببروز رمز أو شخصية تتبنى توجهًا معارضًا يمكن أن يؤثر في الرأي العام أو الجمهور، وفي حال سطع نجم رأي هذه الشخصية فإنه يتم اتباع أسلوب التخويف والترهيب والتحجيم معها، وقد يصل الأمر إلى ما هو أفظع من ذلك.
النمط الثاني: الاحتواء، في هذا النمط يتم إخضاع تلك الرموز فكريًّا لتبني آراء مخالفة لما يؤمنون به واستعمالهم للترويج لها إعلاميًّا، وقد تُستخدم أساليب ملتوية في هذا النمط كالتهديد بإفشاء أسرار معينة، أو إلحاق الأذى والضرر، وفي أفضل الأحوال يمكن أن يتم هذا الأمر بإغراءات مالية، فأمريكا مثلًا تدفع مبالغ بشكل دوري لعدد كبير من الصحفيين والكُتَّاب لتقديم تغطية إيجابية عن السياسات الأمريكية.
النمط الثالث: الزرع، وذلك عن طريق زرع عناصر داخل النخب والمجموعات المؤثرة، وتلك العناصر تتبنى آراء مطابقة لما يريده أصحاب النفوذ والتأثير الإعلامي من دون الحاجة لاحتوائها وإغرائها ماليًّا أو إرهابها وتخويفها.
الفكرة من كتاب هندسة الجمهور
يتناول المؤلف في هذا الكتاب مدى تأثير وسائل الإعلام في تكوين الجمهور وتوجيهه لما يريده أصحاب النفوذ من مالكي تلك الوسائل، ويضرب أمثلة متعددة من الواقع السياسي، ويذكر عدة نظريات نفسية وحيلًا متبعة في التأثير الإعلامي.
مؤلف كتاب هندسة الجمهور
أحمد فهمي: محلل وباحث في الشئون السياسية، وله العديد من المؤلفات في هذا المجال منها:
حزب الله وسقط القناع.
مستقبل السلفيين في مصر.
صراع المصالح في بلاد الرافدين.