رحلات المغامرة.. الفضول يُسهِّل المهمَّة
رحلات المغامرة.. الفضول يُسهِّل المهمَّة
أبو حامد الأندلسي هو محمد بن عبد الرحيم المازني، وُلد في الأندلس، وعاش في القرن السادس الهجري، أحد الطوافين الكبار الذين أفنوا حياتهم في الترحال ونقل القصص والحكايات، بدأ رحلته بشمال أفريقيا ثم انتقل منها إلى صقلية، وزار بلاد البلغار أيضًا وتوغَّل في أقاليمها، وهو من القلائل، وربما الرحالة العربي الوحيد الذين وصلوا إلى الأراضي المتجمِّدة عند المحيط القطبي الشمالي، ويُسمي تلك المناطق “يسوا ويورا”، وأورد مشاهداته بها في كتابه “تُحفة الأصحاب ونُخبة الإعجاب”، وله كتاب آخر هو “المعرب في عجائب المغرب” ينتمي إلى فن الرحلة كذلك.
وأسامة بن منقذ هو أسامة بن مرشد الكناني، وُلد في قلعة شيزر بالشام، وعاش في القرن السادس الهجري، الأمير والفارس المشهور والشاعر الأديب، وأيضًا الرحالة، قضى حياته بين الجهاد والارتحال، حيث قاد عدة حملات ضد الصليبيين في فلسطين، وكذلك تنقَّل بين مصر والشام وجزيرة العرب، وسجَّل وقائع حياته ومشاهداته في كتابه “الاعتبار” الذي يؤرِّخ فيه لسيرته وللوقائع التي عاصرها، ويورد فيه أحوال الصليبيين في الشام، ويظهر تخلُّفهم العام في أمور الطب والقضاء وغيرها.
وابن معصوم المدني هو علي صدر الدين بن أحمد بن محمد، وُلد في مدينة رسول الله (ﷺ)، وعاش في القرن الحادي العشر للهجرة، قضى طفولته في منزل أبيه الأمير أحمد نظام الدين، لم يكن مهتمًّا بالترحال في بداية حياته، ولكن سافر إلى أبيه، نائب السلطان في حيدر آباد، إلى الهند، ودون مشاهداته أثناء مرورهم على البلاد في طريقهم، وظل في الهند حتى وفاة أبيه، ثم خرج منها وبدأ رحلته الثانية، وظل متنقلًا بين مدن العراق وإيران حتى استقرَّ في شيراز، وبدأ في التدريس بها، وقد أنتج مؤلفات عديدة لأنه بدأ التأليف منذ خروجه من المدينة النبوية ودون رحلته تلك في كتابه “سلوة الغريب وأسوة الأريب”، وهو ابن الثانية والعشرين، ولذلك يعد أحد أصغر الرحالة العرب سنًّا.
الفكرة من كتاب مشاهير الرحالة العرب
يعدُّ أدب الرحلات من أقدم الفنون التي اشتركت فيها جميع الأمم القديمة المتحضِّرة، فالإنسان منذ يومه الأول وهو متلهِّف إلى المعرفة، مجذوب إلى المجهول بطبعه، ولم تنحصر الرحلات على الأفراد فقط، فقد قام الملوك القدماء برحلات كبرى قصدوا بها التجارة أو الاستكشاف، فأقام الفينيقيون مستعمرات من خلال رحلاتهم التجارية على طول البحر المتوسط، وكذلك فالمصريون القدماء سجَّلوا رحلاتهم التجارية إلى بلاد بونت، واتخذ العرب الرحلة طريقة للعيش، ونقلت لنا الكتب رحلة امرئ القيس الذي كان يطلب فيها مُلك أبيه المفقود، ومات الملك الضليل وخَلدَت الرحلة.
مؤلف كتاب مشاهير الرحالة العرب
كمال بن مُحمد الريامي.