نشأة الشائعات وانتشارها
نشأة الشائعات وانتشارها
تُعدُّ الشائعة أقدم وسائل الإعلام في التاريخ، فقبل اختراع الكتابة كان البشر يتواصلون فيما بينهم عن طريق المشافهة، وكانت الشائعة وسيلة لنقل الأخبار، وبناء السمعة أو الحط منها، وتأجيج الفتن والحروب، وبالنسبة إلى العامة تُعدُّ الشائعة ظاهرة غامضة وسحرية بسبب تأثيرها في البشر الأشبه بالتنويم المغناطيسي، فهي تنتشر في كل مكان بغض النظر عن البيئة الاجتماعية التي نشأت فيها، وفي العصر الحديث ومع تطوُّر التكنولوجيا، أصبح هناك مصدران أساسيان للمعرفة هما: الأخبار الواردة في وسائل الإعلام، والروايات التي تتناقلها العامة مشافهةً، لذا تُعدُّ الشائعة هي صوت الجماعة، وفي كثير من الأحيان تتفوَّق الشائعة على وسائل الإعلام، ويعدُّ الخط الفاصل بين المعلومة والشائعة بالنسبة إلى عوام الناس ليس موضوعيًّا، إذ يرتكز على اقتناعات شخصية، فتطلق العامة اسم “المعلومة” على ما تعتقد أنه صحيح، وتطلق اسم “شائعة” على ما تعتقد أنه خاطئ، ومن ثمَّ إذا اقتنع المُستقبِل بالخبر المنقول عن أحد المعارف أو الأصدقاء، اعتبر أنها معلومة، بينما إذا انتابه الشك والقلق، اعتبر أنها شائعة.
ومن مميِّزات الشائعة هو طابعها غير الرسمي، وسرعة انتقالها وانتشارها بين الناس، فطابعها غير الرسمي يجعلها تكشف الستار عن حقيقة لا يُفترض بالجماعة أن تعرفها، ما يدفع الأشخاص إلى تناقلها فيما بينهم بكل حماسة، وترجع سرعة انتشارها إلى ما تتصف به المعلومة من قابلية الزوال، ما يُحتِّم نشرها بسرعة قبل أن تفقد أهميتها، كما تتميَّز الشائعة أيضًا بالمصدر المجهول وتعبئة الجماعة، فالعامة في الشائعة لاعبون أساسيون وليسوا مجرَّد مشاهدين، فالمثير في الشائعة ليس المصدر لأن بين مصدر الشائعة والشخص الذي ينقلها حلقة لا تنتهي، بل طريقة تعاطي العامة مع هذا المصدر وتفاعلهم معه.
ولكي يُحدِث أي خبر أثره وينتشر بين الناس، لا بد أن يكون خبرًا غير مألوف، لأن أي شيء مألوف ويحدث على الدوام لا يُعدُّ خبرًا، ومن ثمَّ لا يصلح أن يكون موضوعًا لشائعة، وبناءً على ذلك فإن الخبر هو كل شيء غير متوقَّع وغير مألوف، ومثال ذلك معلومة مثل (أن كلبًا يعضُّ رجلًا) ليست خبرًا، لكن الخبر هو (أن رجلًا يعض كلبًا)! والذي يجعلها خبرًا يلفت الانتباه هو أن عض الرجل للكلب فعل غير اعتيادي، ومن ثمَّ يُثير القارئ، فيخزِّنها في ذاكرته، وينقلها إلى الآخرين حتى يشاركوه نفس ردة فعله، وبناءً على ذلك فإن الشائعة هي الوسيلة التي تعتمدها الجماعة لتنقل إلينا الخبر الواجب تبنِّيه في حال أردنا الانضمام إليها، ومن ثمَّ تصبح الشائعة إحدى أدوات التماسك الاجتماعي لأن المشاركة في نشر الشائعة تعني المساهمة في المجموعة.
الفكرة من كتاب الشائعات… الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم
يستعرض الكتاب نشأة الشائعات ووظيفتها التي تقوم بها، وسبب انتشارها وتصديق الناس لها، ويذكر أنواعها، والقائمين على ترويجها، وكيف يتم تعطيل فاعليتها، فيأخذنا في جولة ممتعة خلال الكتاب، تبدأ من لحظة ظهور الشائعة ومصدرها، إلى زوالها وانتهاء دورها أو القضاء عليها.
مؤلف كتاب الشائعات… الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم
جان نويل كابفيرير: هو أحد المختصين في العلامات التجارية، وأحد مروِّجي المفاهيم الأساسية لإدارة العلامات التجارية الحديثة، له أحد عشر كتابًا عن الاتصالات والعلامات التجارية، منها:
The Luxury Strategy: Break the Rules of Marketing to Build Luxury Brands.
The New Strategic Brand Management: Advanced Insights and Strategic Thinking.
Strategic Brand Management: new approaches to creating and evaluating brand equity.
معلومات عن المترجمة:
تانيا ناجيا: مترجمة.
ومن ترجماتها:
تسلية الأذكياء.
الأسبرين: قصة استثنائية لعقار أعجوبي.