عملية التحكيم
عملية التحكيم
ولضمان تحقيق الفوز في المناظرة، يجب معرفة ما هي آلية التحكيم وكيف نحصل نقاط وكيف نفقدها، في البداية تتكون لجنة التحكيم مما لا يقل عن ثلاثة أفراد، وعدد أفرادها فردي، ويقوم المحكمون بأدوار عدة قبل بدء المناظرة، مثل: تنبيه المتناظرين إلى نص القضية، والتأكد من صحة موقف فريق الموالاة والمعارضة، وفي أثناء المناظرة يراقبون الوقت المخصص لكل متناظر، ويسجلون الحجج والمداخلات التي تطرح، وبعد المناظرة يقدمون توضيحات لنتيجة التحكيم، ويعلنون عن الفائز، ويحددون نقاط كل متحدث على حدة، وأخيرًا يوقعون استمارة التقييم.
وفي مسابقات المناظرات التنافسية تنظم بطولاتها على مجموعة من ثلاث إلى أربع جولات في الأغلب، لإعطاء الفرق المتناظرة فرصًا لتناول موضوعات متنوعة بأدوار متباينة، وليواجهوا فرقًا مختلفة.
ومعايير التحكيم ترتكز على ثلاثة محاور تحدثنا عنها سابقًا، وهي: المحتوى وله 40 درجة، والاستراتيجية ولها 20 درجة، أما الأسلوب فله 40 درجة، وذلك للمتحدثين الأول والثاني والثالث بالمناظرة، أما بالنسبة إلى المتحدث الذي يقدم خطاب الرد فمجموع درجاته 50 درجة، وبذلك يصبح مجموع نقاط الفريق ككل 350 درجة.
والنقاط التي يقف عندها الحكام عند تقييم محتوى الخطاب هي: مدى ارتباط الحجج بالقضية، ومدى ترابط الحجج بعضها ببعض، وتقديم الأدلة والبراهين التي من شأنها تقوية الحجج.
وبالنسبة إلى الاستراتيجية، فيتم التحكيم على أساس مستوى الفريق ككل، ومدى تكامله والانسجام بين متحدثيه، وقوة عملهم الجماعي، وعلى مستوى استراتيجية الفرد ومدى التزامه بالتوقيت، وطريقة استخدامه للمداخلات.
وأخيرًا بالنسبة إلى تقييم الأسلوب فيكون على الأداء، واستخدام مهارات الخطابة، والقدرة على التفاعل مع الجمهور وإشراكه في الخطاب.
وهنا بعض العقوبات التي تؤدي إلى تقليل التقييم، يجب أن تحذر أنت وفريقك منها، مثل: الإساءة إلى أعضاء فريق الخصم، والفشل في تقديم المداخلات أو قبولها أو الرد عليها، وعدم الالتزام بالوقت وعدم الاستجابة للإشارات الزمنية المسموح بها، وكذلك القراءة المستمرة من خطاب مكتوب.
والآن وقت إعلان النتيجة، قبل بداية المناظرة يتم اختيار رئيس هيئة التحكيم، وهو الشخص المسؤول عن إعلان النتائج في نهاية المناظرة، وبعد إعلان النتائج يجب عليه التعليق وإعطاء تغذية راجعة لكل فريق، في مدة لا تتجاوز العشر دقائق.
الفكرة من كتاب المَدخل إلى فن المُناظرة
قد يظن البعض إثر مُشاهدته لبعض البرامج التلفزيونية أن المناظرة هي طريقة للمُشاجرة بين المثقفين!
ولكنها في الحقيقة من أبلغ أساليب الحوار في الإقناع العقلي والمنطقي، فَقَد استعملها القرآن الكريم في إقامة الأدلة على وحدانية الله تعالى، واستخدمها الأنبياء مع أقوامهم للوصول إلى الحق.
والمناظرة من أهم الوسائل التي يتجلى بها أثر الكلمة واللغة الخطابية في ترسيخ قيم المناقشات وأهدافها.
فما هو فن المناظرة؟ وما تاريخها؟ وكيف تُقام المناظرات بالمدارس والجامعات؟ وما هي معايير التحكيم؟ وكيف تجعل فريقك يفوز في المناظرة؟ سنتعرَّف إجابات هذه الأسئلة مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب المَدخل إلى فن المُناظرة
عبد اللطيف سلامي: هو أستاذ باحث مساعد في معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية في جامعة قطر، له عدد من الأبحاث والمقالات التي تهتم بالقضايا التعليمية والاجتماعية.